مات نحرير السياسة هرم من أهرامات النوبة و من أساطين السودان في العلم والثقافة و #الصحوة الدينية ذلك الرجل صاحب العمامة التنويرية الأسمر البشوش من لا تكاد تفارق محياه تلك الإبتسامة الوَضاءة رغم معتركاته السياسية والحزبية مع السلطة ومختصماته الدينية التي لا مندوحة منها في سبيل التجديد وإرساء منهجية وفكر الإسلام المعاصر الوسطي .
مؤلفات #الترابي أثيثة في شتى الأصعدة لا سيما الإسلام السياسي و#الفقه المعاصر ، وحياته ملأى بالمد و الجزر والكر والفر لإنجاد #الحرية ومجابهة وائدي الحريات في بيئته ذات التفاوت الجيوغرافي والديموغرافي والآيدولوجيات التعددية المتباينة .
رحل من يُجِلّه الضِدّ والنِدّ على السواء ، حينما يُسأل عن صحته الشخصية تجده مستطردا شكواه عن أسقام #السودان وغباشتها في تلك القارة السوداء فهي دائه الوَصب وهمه الأوجع .
بين تلك التقلبات #الثقافية والإنقلابات العسكرية وتاريخ المناوشات والحروب الأهلية في تلك الرقعة من بلاد حوض #النيل سيخلد الترابي سراجا وهاجا للمعرفة وفكره منهالا للنخبويين والعامة .
ختاما #عزائي هو خصوبة بلاد السودان كيف لا وهي ولّادة بالنخب الدينية والسياسية والأكاديميين من أعلام في الطب والأدب والفن سقى الله تلك البلاد فقد أغدقت العالم العربي والغربي بالعلماء الجهابذ العِظام ، رحم الله المَنعيّ الترابي وكل من نعاه .
2016/ آذار / 5
ــــــــــــــــــ
ابن حيان .