نظَّم معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2022م ضمن برنامجه الثقافي جلسة حوارية، تناولت الواقع الجديد لوسائل التواصل الاجتماعي، أدارها الإعلامي خالد مدخلي، واستضافت رئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع إسراء عسيري، ورئيس الهيئة السعودية للملكية الفكرية عبدالعزيز السويلم.
ودار النقاش حول ما يشاهَد في وسائل التواصل الاجتماعي، وهل يعدُّ أمرًا طبيعيًّا أم غير طبيعي؟ وأفادت عسيري بأن تحديد الطبيعي وغيره أضحى أمرًا شائكًا أمام تغيرات الإعلام المستمر وتعدُّد وسائله ذات الزيادة المطردة بين وقت وآخر.
وحول فوضى استخدام العلامات التجارية، والتعدي على الملكية الفكرية، قال السويلم: ليس ما يجري فوضى بقدر ما هو موجة من موجات التغيير، وتطور القوانين والتشريعات هو الضمانة الوحيدة للحماية الفكرية وعدم التعدي عليها.
وأوضحت "عسيري" أن هيئة الإعلام المرئي والمسموع ما هي إلا جهة تشريعية، و"دور المشرع الضبط وليس اتخاذ العقوبة". كاشفة أن الهيئة لديها ما يقارب 200 مخالفة محتوى، جارٍ التعامل معها عبر لجان خارج هيئة الإعلام المرئي والمسموع مختصة بالقضايا، واتخاذ القرار حيالها بعد إعطائها الوقت الكافي للنظر والدراسة، وإقرار العقوبة المناسبة.. "فعلى حسب حيثيات المخالفة ونوعها تكون سرعة التعامل معها".
وأكد "السويلم" ضرورة تداخل الأنظمة "فلا بد من التعاون بين الهيئة والجهات المعنية؛ فترابط الأنظمة يساعد على رفع مستوى الرقابة".
واستعرض أمثلة من انتهاكات الملكية الفكرية، وخصوصًا في مجال التأليف والنشر، مبينًا أنه ليس كل مَن يمارس نشر الكتب يمارس حقوقه.. مبديًا نصحه عند التعامل مع أي منصة بوجوب التعرف إلى ضوابطها فيما يخص الملكية الفكرية.
وقالت عسيري: "نحن مجتمع كأي مجتمع آخر، فيه نبوغ الأفكار والاختلافات، ولكن لدينا قيمًا لا يمكن تجاوزها، ولا بد من وضع تصنيف واضح على جميع المحتويات، إضافة إلى نشر الوعي". موضحة أن هناك قنوات في كل تطبيق من تطبيقات التواصل الاجتماعي معنية باستقبال شكاوى المحتوى. داعية الأسرة خاصة والمجتمع إلى بث الوعي، ووجهت حديثها للجميع: "ساعدونا على الحفاظ على قيمنا؛ فالهيئة والمجتمع يتكاملان معًا".
واتفق الضيفان على تنظيمات مطورة وجديدة، جارٍ إيجادها للتعامل مع الواقع الافتراضي والذكاء الصناعي.