اعتبر الدكتور صالح الغامدي في ندوة "السيرة الذاتية وآفاق الكتابة"، التي أقيمت في معرض الرياض للكتاب مساء اليوم (الأحد)، أن كتابة السيرة الذاتية لا تقتصر على الناجحين فحسب، وإنما تشمل الفاشلين أيضاً، فمن حق أي فرد في المجتمع أن يكتب سيرته الذاتية ما دامت تجربته الحياتية جديرة بالكتابة.
وأوضح "الغامدي" أن السيرة الذاتية جنس أدبي عام تشمل كل أنواع الكتابة كالذكريات والتجارب، وهي لا ترتبط بفئة اجتماعية محددة، أو أشخاص يشغلون مناصب معينة.
وبيّن أن السيرة الذاتية تختلف عن الأجناس الأدبية الأخرى في أنها تقدم فهماً عميقاً للحالة الإنسانية، ومن خلال نص السيرة الذاتية يستطيع الإنسان أن يكشف ما يموج به المجتمع حوله، كما أن السيرة الذاتية تركز على حياة كاتبها وتجاربه وأفكاره، وتختلف عن الأجناس الأخرى في عامل المصداقية، فكاتب السيرة الذاتية يكتب ما يراه حقيقة بالنسبة لموقفه للأحداث التي عايشها، كما أنه يكتب بطريقة غير موضوعية يؤثر فيها استدعاء المشاعر.
وأشار إلى أن السيرة الذاتية بقدر ما تدون تجارب الماضي والحاضر، فإنها تستشرف المستقبل أيضاً، وهي تتيح للأشخاص أن يقدموا تجاربهم في أي مجال حياتي، فليس لها مجال محدد، كما أن كاتب السيرة الذاتية لا يتقيد بالقالب التقليدي لكتابة القصة الأدبية.
وأفاد بأن دوافع كتابة السيرة الذاتية متعددة؛ منها التعرف على الذات، والتجاوب مع رغبة الأبناء والأصدقاء الذين يريدون الاطلاع على تجربة كاتبها، والإبداع الذي يعد هدفاً رئيساً في كتابة السيرة الذاتية، والتحرر من المشاعر السلبية والانكسارات، التي تعرض لها، ومن الدوافع أيضاً تحقيق الشهرة وتخليد الذات.
ودعا "الغامدي" في الندوة التي أدارها عطية خبراني إلى احترام كتاب السير الذاتية، وتفهّم دوافعهم حتى لو كانت سلبية في نظر البعض.
ولفت إلى أن هناك اعتقاداً خاطئاً أن السيرة الذاتية فن غربي، وأن عميد الأدب العربي طه حسين، أول من كتب في فن السيرة الذاتية في الأدب العصر الحديث، لكن السيرة الذاتية موجودة في التراث الثقافي العربي، ومن كُتّابها: أسامة بن منقذ، والفقيه أبوحامد الغزالي، وفي الوقت نفسه فإن السير الذاتية التي تُكتب حالياً في الأدب العربي تحاكي النموذج الغربي في كتابة السير الذاتية.