لن تنتاب قارئ كتاب "لا وقت للحب" للمبدع والكاتب السعودي محمد عطيف أي انطباعات أخرى عن نص الكتاب، تخرج به عن أنه نص منظوم بلغة شاعرية غنية بالمعاني والمشاعر والصور البيانية المحركة للخيال، لكن القارئ قد تماريه الشكوك حول ما إذا كان نص الكتاب منظوم البنية ومترابطًا بالفعل، أم غير منظوم وغير مترابط في بنيته.
ونص الكتاب يحتمل الإحالة إلى إحدى الحالتين، والإحالة لهما معًا أيضًا؛ فهو قد يكون منظوم البنية ومترابطًا، وقد يكون غير منظوم وغير مترابط في الوقت نفسه؛ فمؤلف الكتاب يصنف عمله على أنه رواية، تنتظمها وحدة في بنية النص وموضوعه، وقُراء الكتاب قد يرون أن الكتاب لم تتوافر له البنية التقليدية التي تكتب بها الرواية، كما أنها بنية نصية متعددة الأفكار، لا تتسم بوحدة موضوعية. وهي رؤية لا تبدو بعيدة عما عمد المؤلف إلى تقديمه عن صورة الإنسان في مجتمعنا في العصر الحالي.
الإنسان المثقل باهتمامات وواجبات وأعباء ومغريات تقنية كثيرة تتقاسمه وتستهلك طاقته الحيوية، وتلتهم أوقات يقظته، ولا تدع له فرصة لمعايشة مشاعره الإنسانية؛ ولذلك فالمؤلف يعكس صورتنا أمام أنفسنا، الصورة شبه المتشظية، في محاولة لدفعنا إلى استعادة وحدتها ومكنونها الإنساني، الذي تمتصه الاهتمامات والانشغالات المتلاحقة، فلا يتاح لنا الحب؛ لأنه "لا وقت للحب" في الحالة الحياتية التي نعايشها حاليًا.
وأوضح مسؤول جناح دار تأثير بالمعرض أحمد عمر لـ"سبق" أن كتاب "لا وقت للحب" يحظى بإقبال من زوَّار المعرض، وأكثر من يشتريه النساء.