كيف تَمكنت مكتبة الملك عبدالعزيز من ترجمة أكثر من 100 كتاب بـ12 لغة عالمية؟

ركزت على الكتب التي أعدها علماء ومستشرقون غربيون ورحالة عن المملكة والمؤسس
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة

تعد الترجمة من مختلف اللغات العالمية هدفًا استراتيجيًّا من أهداف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض؛ حيث ترجمت عشرات الكتب المهمة في مختلف المجالات العلمية والأدبية والتاريخية والثقافية وكتب الأطفال وغيرها من الكتب.

جاء ذلك حرصًا من المكتبة على أن تنقل للقارئ السعودي والعربي صورة معرفية شاملة عما تقدمه الثقافة العالمية من مؤلفات وموضوعات تراثية أو معاصرة؛ فضلًا عن ترجمتها مجموعة من الكتب الصادرة بالعربية إلى عدد من اللغات العالمية.

وترجمت المكتبة أكثر من (100) كتاب، ركزت فيها على الكتب التي أعدها علماء ومستشرقون غربيون ورحالة عن المملكة العربية السعودية وعن الملك المؤسس عبدالعزيز كما ركزت على ترجمة الكتب التي تتعلق بعلوم التاريخ والحضارة الإسلامية وعلوم المكتبات.

وفي اليوم العالمي للترجمة الذي يجري الاحتفاء به في الثلاثين من شهر سبتمبر من كل عام، يتم التركيز على أبرز الكتب التي ترجمتها المكتبة منذ إطلاق برنامجها للنشر العلمي والترجمة؛ حيث ترجمت العديد من الكتب، التي كتبها مؤلفون من مختلف اللغات العالمية، من الإنجليزية والفرنسية والألمانية والكورية والهندية والأردية والتشيكية والتركية والروسية والإسبانية واليابانية والصينية.

ومن أبرز الكتب التي ترجمتها المكتبة: "التقنيات والإدارة في خدمات المكتبات والمعلومات" لفريدرك ولفر دلانكستر وبث ساندرو، "تقنيات المعلومات في المكتبات والشبكات" لأودري جروش، "تقنيات الذكاء الاصطناعي والنظم الخبيرة" ألانكستر وآمي وارنر، و"خدمات المكتبات والمعلومات: قياسها وتقييمها" من تأليف ف.لانكستر وش بيكر، "الجزيرة العربية حديقة الرسامين" لتييري موجيه، "الرياض: المدينة القديمة" من تأليف الباحث الأمريكي وليم فيسي، الذي ترجمت له أيضًا مذكراته بالمملكة، و"مسارات الرحلة والترجمة في زمن العولمة" لجيمس كليفورد، و"الإسلام: مستقبل السلفية بين الثورة والتغريب" لشارل سان برو، "الطائف: التطور والبنية والمعمار في مدينة عربية ناهضة" لهاينز غاوبة، "ابن سعود ملك الصحراء" من تأليف Yves Besson، وكتاب "في شبه الجزيرة العربية المجهولة" لـR.E. Cheesman، و"ياباني في مكة" من تأليف الباحث الياباني تاكيشي سوزوكي، و"الطريق إلى مكة" لمحمد أسد، وكتاب "في شبه الجزيرة العربية المجهولة" من تأليف آر إي تشيزمان، و"فيلبي الجزيرة العربية" لإليزابيث مونر، وكتاب "شبه الجزيرة العربية في كتابات الرحالة الغربيين في مئة عام" لألبرخت زيمة، وكتاب "الحج إلى مكة" للمؤلفة الليدي إيفيلين كوبولد، وكتاب "المدير غير التقليدي" تأليف لاريس كوليند ويعقوب بوتر، و"لو أبصرت ثلاثة أيام" لهيلين آدمز كيلر، و"الأساس الفكري لتنظيم المعلومات" لإلين إسفينونيس.

وأصدرت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مجموعة كبيرة من الكتب المترجمة التي تهتم بتاريخ المملكة ومراحل تطورها؛ حيث ركزت في إصداراتها على كتب الرحلات التي تمثل أفقًا مهمًّا في مجال الثقافة والمعرفة والبحث، لهذا عنيت المكتبة بإصدارها وترجمتها، كما عنيت بتشكيل مجموعات كبيرة من هذه الكتب التي تهتم بتاريخ المملكة العربية السعودية قبل التأسيس وبعده، وتهتم كذلك بتاريخ شبه الجزيرة العربية وعاداتها وتقاليدها؛ حيث انتشرت هذه الرحلات عبر فترات زمنية تقع ما بين القرن السادس عشر حتى العشرين الميلادي، ينتمي كتّابها إلى عدة بلدان أوروبية وشرقية مثل: ألمانيا، والنمسا، وبريطانيا، وفرنسا، واليابان ومن أبرز هذه الكتب المترجمة: "شهور في ديار العرب" من تأليف العلامة مسعود عالم، ومن ترجمة وتعليق الدكتور سمير نوح؛ حيث يسلط الكتاب الضوء على فترة مهمة من تاريخ المملكة العربية السعودية من النواحي الثقافية والاقتصادية، كما يتحدث المؤلف بأسلوب مميز عن أيامه في الرياض ولقاءاته مع العلماء والمشايخ، ثم يصف لقاءه بالملك عبدالعزيز -رحمه الله- ويصف مدينة الرياض والتعليم فيها، ولقاء الملك عبدالعزيز بالعلماء في مكة المكرمة، ويؤكد المؤلف إعجابه الشديد بشخصية الملك عبدالعزيز وأسلوبه في الحكم، وطريقته في معاملة حاشيته ومرافقيه وتفقده لأحوال المحتاجين من رعيته.

ويأتي كتاب "شبه الجزيرة العربية في كتابات الرحالة الغربيين في مئة عام" للعالم الألماني ألبرخت زيمة، ليقدم لنا صورة بانورامية للرحلات التي قام بها الرحالة الغربيون حيث يستعرض الكتاب ما كتبه الرحالة الألمان وغيرهم عن شبه الجزيرة العربية في القرنين 17- 18م، وما ذكروه من أوصاف الأماكن الجغرافية والحوادث التاريخية، ويخصص المؤلف جانبًا كبيرًا من الكتاب للعرض الخاص بجغرافية وتاريخ وسط وشمال شبه الجزيرة العربية، مع التعليق على أهم ما سجلوه عن جغرافية البلاد التي زاروها وأحوالها الاجتماعية وما يسودها من عادات وتقاليد.

وعززت المكتبة -عبر الترجمة- من الحضور الثقافي السعودي والعربي في الصين؛ حيث قامت بترجمة مجموعة من الكتب ما بين اللغتين العربية والصينية منها: ترجمة المجلد الأول من (موسوعة المملكة العربية السعودية)، وكتب: (صناعة السدو بين الماضي والحاضر)، و(ملامح وأماكن سعودية)، و(العالم العربي في الكتب الصينية القديمة)، و(على خطا المتنبي) للدكتور عبدالعزيز المانع، و(المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية: تاريخ العلاقات التجارية بين الصين والجزيرة العربية)، و(الحلي التراثية لنساء وسط الجزيرة العربية)؛ فضلًا على (28) قصة للأطفال تمت ترجمتها إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والصينية.

ويكشف كتاب "ياباني في مكة" من تأليف تاكيشي سوزوكي وترجمة الدكتور سمير نوح وسارة تاكاهاشي، عن جوانب مجهولة من أدب الرحلات الياباني، كما يكشف عن نمط أدبي فريد؛ فمؤلفه ياباني مسلم يجيد التعبير عن أحاسيسه بدقة؛ حيث كتب المؤلف عن الإسلام ومبادئه، ثم عن الرحلة ذاتها والظروف التي دفعته للقيام بها، مركّزًا على الأمور الجغرافية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعمرانية.

وفي كتاب "الطريق إلى مكة" من ترجمة الدكتور رفعت السيد علي، يبرز محمد أسد مؤلف الكتاب، سيرته الذاتية في الرحلة؛ حيث خرج من بلاد الغرب معتزًّا بعاداته وتقاليده، موفدًا من إحدى الصحف الغربية إلى بلاد الشرق لكي يقدم تقارير صحفية عن المنطقة بشكل عام.

وبخصوص كتاب "الحج إلى مكة" وقد أصدرته المكتبة باللغة الإنجليزية للمؤلفة الليدي إيفيلينكوبولد، قبل أن يترجم للعربية؛ فيشتمل على مقدمة ضافية عن حياة المؤلفة والمسلمين في المملكة المتحدة، والدعوة الإصلاحية في الجزيرة العربية، وعن الملك عبدالعزيز رحمه الله، كما يتحدث عن رحلة أول امرأة أوروبية مسلمة لمكة المكرمة لأداء فريضة الحج عام 1934م.. والكتاب ذو قيمة علمية وتاريخية وأدبية كبيرة لفترة مهمة من تاريخ المملكة العربية السعودية.

وأصدرت المكتبة ترجمة بالإنجليزية لكتاب د.رشيد الخيون: "أثر السود في الحضارة الإسلامية"، وكتاب "رحلة نيبور إلى الجزيرة العربية"، و"دور العالم العربي والإسلامي في الحضارة الغربية".

يُذكر أن الاتحاد الدولي للمترجمين (تأسس عام 1953)، أطلق فكرة الاحتفاء "باليوم العالمي للترجمة" منذ العام 1991، كمناسبة لإظهار التعاون بين المترجمين في أنحاء العالم، ولتعزيز أهمية الترجمة وأعمال المترجمين.

وتجاوبت الجمعية العامة للأمم المتحدة مع هذا الطرح، واعترفت بهذا اليوم واحتفت به للمرة الأولى في 30 سبتمبر من العام 2017م.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org