نظَّم جناح السعودية بمعرض الدوحة الدولي للكتاب ورشة بعنوان (فن تحقيق المخطوطات)، قدَّم فيها خبير فهرسة المخطوطات في مكتبة الملك فهد الوطنية إبراهيم اليحيى نحو 42 قاعدة لتحقيق المخطوطات.
وأكد اليحيى أنها تعتبر قواعد لتحقيق النصوص وليس المخطوطات؛ لأن المخطوط نص، ويهتم التحقيق بضبطه وإحكامه، وإخراج النص كما أراد مؤلفه أو قريبًا من ذلك. ومصطلح (تحقيق النصوص) يعد أصوب وأفضل وأكثر فًهمًا لأهل الاختصاص من تحقيق المخطوطات.
وتضمَّنت القواعد قواعد عامة لتحقيق المخطوطات، منها: إخراج النص كما أراده مؤلفه؛ فالمخطوطات ربما تتحول إلى مفقودات، ودور المحقق في إخراجه مطبوعًا وفق الضوابط العلمية. مبينًا أن التراث ثلاثة أنواع: (شرعي، أدبي وعلمي). ويعتقد البعض أنه لا يوجد في التحقيق إلا التراث الشرعي فقط. كما أن هناك نوعين من التحقيق (خاص أو بإشراف جهة)، والأفضل أن تكون بداية المحققين على تحقيق خاص قبل أن الانخراط تحت جهة من الجهات، إلى جانب التدرج المنهجي كقراءة الكتب المنهجية، والحصول على دورة تدريبية أو أكثر، ثم قراءة كتب محققة، ثم قراءة مراجعات نقدية لكتب محققة، ثم استشارة أهل الاختصاص في تحقيق التراث.
ومن ملاحظات اليحيى ونصائحه لحضور الورشة أن يبدأ المحقق باختيار المناسب له ناصحًا باختيار نص لمؤلف متأخر في بادئ الأمر، وأن يبحث المحقق بنفسه عما إذا كان مخطوطه حُقِّق أم لا، من خلال البحث في معاجم المطبوعات، وفهارس المخطوطات، والفهارس الإلكترونية، ودور النشر في معارض الكتاب.. ويفيد ذلك في جرد الفهارس لمعرفة عدد نسخ مخطوطك المراد تحقيقه في العالم.
وقدم خبير فهرسة المخطوطات نصائح وإرشادات حول التعامل مع الخطأ في المخطوط، والتعامل مع هوامشه، والحاشية، والتعريف بالعَلَم المغمور فقط دون غيره من الأعلام، مع ذكر فروق النسخ المهمة فقط. مضيفًا بأنه يجب عدم التعليق على بعض الكلمات الدينية، مثل الكفر وغيرها مما هو دونها؛ فالنص مقدس؛ لا يجب المساس به إلا في حدود ضيقة جدًّا؛ فهذا ليس مكانًا للوعظ والإرشاد؛ فيخرج لنا تحقيقات متعددة للنص نفسه، بحسب خلفية المحقق الدينية.
وتابع في حديثه: "حتى يكون العمل منضبطًا يجب عدم إظهار نفسك في الحواشي قدر المستطاع، وتجنُّب كتابة بعض العبارات في الحاشية، مثل المصدر نفسه أو مصدر سابق أو سبق تخريجه أو صفحة كذا وما بعدها، مع كتابة الرموز التي ترد في النص كما هي".
يُذكر أن السعودية تشارك في معرض الدوحة الدولي للكتاب بصفتها ضيف شرف دورته الثانية والثلاثين، التي تختتم فعالياتها 21 يونيو الجاري بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.