تتعدد الأسباب التي تجتذب القراء إلى قراءة الروايات أكثر من غيرها من الأعمال الإبداعية والمعرفية، ومنها المتعة العقلية، وصقل الذائقة الفنية، ومراكمة الخبرات الإنسانية، فكل رواية تتضمن تجربة إنسانية حافلة بالمواقف الحياتية، والمشاعر الإنسانية، والأفكار، والدروس المستفادة، ومن ثمّ فهي تجربة حياتية مكتملة، يختزنها القارئ ضمن خبراته، أو هي حياة إضافية يعيشها بالموازاة مع حياته.
وكل هذه الأسباب حاضرة في إقبال زوار معرض الرياض الدولي للكتاب على شراء رواية "انتفاضة رفيف" للكاتبة الكويتية سلمى سعود، ولكن هناك أسباب أخرى تزيد من إقبالهم على قراءتها هي أن الرواية مستوحاة من قصة حقيقية حدثت لفتاة كويتية، انفصل أبوها عن أمها وعمرها لم يتجاوز العام، فعاشت مع أمها التي تولت تربيتها، وكتوجه عام فإن القراء يفضلون الروايات المستوحاة من قصص حقيقية على القصص المتخيلة.
ومن الأسباب أيضاً الطابع المأساوي، الذي اتخذته العلاقة بين الفتاة "رفيف" – بطلة الرواية- وبين أبيها لاسيما عندما كبرت، وتقدم أكثر من شاب لخطبتها، وفي كل مرة يتعنت الأب ويرفض دون إبداء أسباب، إلى أن تقدم لخطبتها مهندس شاب فرضه أيضاً، مما دفع الأم إلى رفض قراره ومواجهته، فتتكشف الحقيقة الصادمة التي كان يخفيها الأب، وهي أنه عقد زواج ابنته "رفيف" على أحد الرجال قبل أربع سنوات، فتثور "رفيف" على أبيها، وتتولى تقرير مصيرها بنفسها.
وحول معدل رواج الرواية بين زوار معرض الرياض للكتاب، أوضحت مسؤولة جناح دار سلمى للنشر والتوزيع بالمعرض، أن رواية "انتفاضة رفيف" تعد الكتاب الأكثر مبيعاً في الجناح، وبيعت منها نسخ كثيرة لا يتوفر لديها إحصاء دقيق بعددها، مضيفة أن الشباب هم الشريحة العمرية الأكثر شراء للرواية.