بلونها البرتقالي المعهود، وعبارات التحذير التي تتوسمها، اصطفت أسطوانات غاز بأحد أجنحة معرض الرياض الدولي للكتاب 2022 وسط دور النشر، وآلاف الكتب، في مشهد غريب ومحير.
واستطاع القائمون على الجناح لفت انتباه الزوار الذين بدورهم صوَّبوا كاميرات هواتف بذهول نحو الأرفف التي تمتلئ بأسطوانات الغاز، وكأنه معرض للصناعات السعودية!
وبحسب المشرفة على الجناح الهنوف الغفيلي، فإن فكرة الربط بين أنبوبة الغاز ومبادرة #تحدَّث_العربية جاءت بعد دراسة عميقة لـ"التراكيب" المختصة بصناعة المحتوى، ونتج منها أهمية كل من اللغة العربية بشقَّيْها "الفصحى والبيضاء" والغاز في حياتنا اليومية.
وحول الارتباط أشارت "الغفيلي" إلى أن الغاز إهماله خطر، ويُسبِّب خسائر، وأن احتواءه واستخدامه بالشكل الصحيح يفيدانك. وفي المقابل تنطبق تلك على اللغة العربية لو وضعناها مكان الغاز.
وأضافت: "التوأمة تجمعهما مرة أخرى؛ فكلاهما كنز قومي، والدولة التي تملكهما تملك مصدر دخل واستغناء كبيرًا. كما أن استعمالهما دائم ومهم للحياة اليومية في مختلف المجالات".
وتابعت: "الغاز على خطورته موجود في الشارع، ومتاح للكل بمختلف الفئات والأعمار، والكل يحتاج إليه، وحوله الكثير من المواضيع والرسائل التوعوية التي تنزل الشارع (مسافة آمنة، لا للمخدرات، احذر رفيق السوء).. والحال كذلك ينطبق على اللغة العربية".
وتساءلت الهنوف الغفيلي في نهاية حديثها: "لماذا أثناء حديثنا مع الجاليات الآسيوية نكسر اللغة العربية، ونتخلى حتى عن اللغة البيضاء، ونتكلم بلغة ثالثة، تلوي لغة الضاد؟! وأجابت: إهمال اللغة هو الذي أشعل في داخلنا ذلك الهم بضرورة تعزيز لغة العرب والقرآن الكريم".