استعرض الباحث والناقد عبدالرحمن النحياني، من خلال ورشة عمل بعنوان "القراءة النقدية للكتب الأدبية"، قدمها ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض جدة للكتاب 2023، آليات وأساليب جعل القارئ من نفسه قارئًا جيدًا، والطرق التي تعينه للوصول إلى قراءة ذات معنى.
وبدأ النحياني بتعريف معنى القراءة، واصفًا إياها بأنها "نطق الحروف المكتوبة"، مسلطًا الضوء على بيان الحقيقة الذوقية للقراءة النقدية، ومستدلًا في ثنايا حديثه بالعديد من الأقوال لأدباء ومثقفين.
وقال النحياني: "إن اللذة الذوقية لا يستقيم وصفها بالقول، كحلاوة الحلو ومرارة المر، لا تُعرف إلا بالذوق".
وأوضح النحياني أن هناك تجارب ذاتية، وتجارب موضوعية "فالتجارب التي يدركها البشر إما أن تكون موضوعية في الكون، فيتلقاها الإنسان عبر حواسه الخمس، أو تكون في النفس فيلقيها في الفنون الإنسانية".
وتطرق النحياني إلى اللغة البلاغية واللغة غير البلاغية، معرفًا الفرق بينهما، ومتى تكون جيدة في التواصل الوظيفي وضعيفة، ومشددًا على وجوب أن يتحلى الإنسان بالمعرفة والمعلومات، ساردًا ما يميز إحداهما عن الأخرى.
وعدد النحياني طرقًا عدة للقراءة النقدية، منها التأمل والتأني وسعة الثقافة، وأن يكون القارئ صاحب عمق في اللغة العربية، متوصلاً إلى نتائج وصفها بالمهمة حول المقارنة بين المعرفة والمعلومات، إذ قال "كون المعرفة مصدر قوة والمعلومات قد تستخدم في التضليل، كذلك المعرفة مرتبطة بالوجدان ولا تنفك عن الهوية، والمعلومات خلاف ذلك"، مشيرًا إلى ثمرات معرفة حقيقة القراءة النقدية وهي: الإقناع والإمتاع والإبداع.
يذكر أن معرض جدة للكتاب 2023 سيستمر في استقبال زواره إلى السبت القادم الموافق 16 ديسمبر الجاري، من الساعة العاشرة صباحًا إلى 12 ليلًا، عدا يوم الجمعة من الثانية ظهرًا إلى 12 ليلًا، مقدمًا لزواره برنامجًا ثقافيًّا يتسم بالتنوع وتناوُل مختلف المواضيع الثقافية، إضافة إلى تخصيصه منطقة للطفل وفعاليات عدة تتواءم مع مختلف الشرائح العمرية والهوايات المختلفة.