سرد الأكاديميان المشاركان في ندوة "وصف الناقة في معلقة طرفة بن العبد"، التي نظمت في معرض الرياض الدولي للكتاب اليوم (الاثنين)، تماشياً مع تسمية المملكة عام 2024م، بـ"عام الإبل"، تعبيراً عن قيمة الإبل كموروث ثقافي وحضاري، الصفات الجمالية والنفسية للإبل والقيم المرتبطة بها في حياة العرب من خلال تحليل مضامين معلقة الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد، التي شكلت الناقة الموضوع المركزي فيها
وأوضح الدكتور سالم السميري عضو هيئة التدريس في كلية اللغة العربية، أن الناقة المثالية في نظر طرفة بن العبد، هي ناقة نشيطة، وآمنة، وسريعة، ومتجاوبة عاطفياً، مضيفاً أن طرفة وصف كل الأعضاء الخارجية والداخلية للناقة مثل، ظهرها، وفخذيها، ومرفقيها، ووجهها، ولونها، وحركة رجل ويد الناقة في السير.
وذكر "السميري" أن طرفة يعد أحد الخبراء في وصف الناقة، ويعود ذلك لأنه عمل في شطر من حياته راعياً للإبل لدى أخيه من أبيه، بالإضافة إلى ترحاله وأسفاره في شبه الجزيرة العربية.
وأشار إلى أن وصف طرفة من أروع الأغراض الشعرية في الشعر الجاهلي والعربي، ومن أبرز ملامح هذا الوصف أن الناقة تجمع بين المتناقضات، وذلك قد يشكل ملمحًا جماليًا، وجلد الناقة وأثر الحبال على جلد الناقة، وسمع الناقة للأصوات الخفية والعابرة، مضيفاً أن وصف طرفة للناقة يعد وصفاً مرتباً يأخذ صورة دائرية، وهو لم يكتف بالمحسنات البلاغية بل وظف المشهد في رسم صورة حركية.
من جانبها، قالت الدكتورة أسماء الجنوبي، عضو هيئة التدريس في كلية اللغة العربية: "إن طرفة اشتهر بناقة واحدة، ولكن المعلقة تضمنت عدة نوق، وهو قد شبه الإبل بالسفينة، وتميزت ناقة طرفة بأنها استحوذت على الرحلة بدلًا من الحديث عن الرحلة نفسها"، مضيفة: "إن حضور الناقة في معلقة طرفة كان حضوراً دائرياً، فكان للناقة عدة أوجه تربط الخيوط ببعضها، وفي ذلك رد على الذين شككوا في ناقة طرفة".
وأفادت بأن كل الأوصاف، التي ساقها طرفة للناقة؛ تندرج ضمن ثلاثة أوصاف أساسية هي: الملمس، والخطية، والتداخل، فطرفة أخذ ناقته ليرسم طريقاً معيناً من خلال الملمس والخطية والتداخل.
واعتبرت "الجنوبي" في الندوة التي أدارها الدكتور عبدالعزيز العمّار، أن ناقة طرفة كانت بمثابة قرين له، فلم يكن له صاحب في القصيدة، وكانت معادلاً موضوعياً لطرفة في الشجاعة، والقدرة على التحمل، وحيرة النفس.