الترجمة بجامعة "سعود".. نصف قرن في تعريب المعرفة

بيت الخبرة الوطني الأول يتجاوب مع قرار مجلس الوزراء
الترجمة بجامعة "سعود".. نصف قرن في تعريب المعرفة

حزمة من الأنظمة واللوائح والاتفاقيات ترجمها مركز الترجمة بجامعة الملك سعود من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية كما تجاوزت الكتب المترجمة إلى اللغة العربية من اللغات الإنجليزية والفرنسية والصينية والروسية والألمانية 1300 كتاب مترجم في مختلف العلوم والمعارف ومن مختلف اللغات الأجنبية إلى العربية، إضافة إلى ترجمات من اللغة العربية إلى الإنجليزية وغيرها من اللغات الحية، وأدركت جامعة الملك سعود أهمية الترجمة مبكراً فأنشأت المركز منذ نحو 50 عامًا وجعلته محل اهتمام ودعم دائمين حتى أصبح أحد المعالم البارزة في الجامعة ونجح في خدمة أعضاء هيئة التدريس لنقل المعرفة والعلوم من اللغات العالمية الحية وخاصة اللغة الإنجليزية، وقد هيأت الجامعة كل الإمكانيات لتيسير الترجمة في خط تصاعدي لاختيار أفضل ما لدى الآخرين لخدمة المعرفة والثقافة العربية والإسلامية.

وأعلن مركز الترجمة في جامعة الملك سعود في تجاوب مع قرار مجلس الوزراء الصادر مؤخراً بشأن ترجمة الأنظمة واللوائح والوثائق النظامية وما في حكمها، لتعزيز البيئة التشريعية وتحسين بيئة الأعمال، أعلن مركز الترجمة استعداده تقديم خدماته للترجمة المعتمدة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية والعكس، وبذلك يمكن للجهات المعنية بسن التشريعات والأنظمة واللوائح والأجهزة العاملة بها مثل هيئة الخبراء بمجلس الوزراء ومجلس الشورى والوزارات والهيئات والمؤسسات والمراكز الحكومية مثل وزارة العدل والشؤون الإسلامية والتجارة والاستثمار والخارجية والنيابة العامة وغيرها من الوزارات والهيئات والمؤسسات المختلفة، ويمكن لكل تلك الجهات الاستفادة من مركز الترجمة كبيت خبرة هو الأول على مستوى المملكة منذ بداية إنشائه قبل 48 عامًا، وتمر مرحلة ترجمة المركز للأنظمة والكتب والمراجع وغيرها من المواد التي ترد إليه، بفحص ومراجعة لجودة الترجمة وتخضع لتحكيم متخصصين في اللغة الأصلية للمادة المترجمة واللغة المنقول إليها ليتم بعد ذلك اعتمادها.

وخلال سنوات عمله الممتدة ترجم المركز حزمة من الأنظمة واللوائح والاتفاقيات والكتبوالمقررات والمراجع الدراسية المترجمة إلى اللغة العربية من اللغات الإنجليزية والفرنسية والصينية والروسية والألمانية وغيرها وفي مختلف العلوم والمعارف ومن مختلف اللغات الأجنبية إلى العربية، وتشمل هذه اللغات الإنجليزية وتمثل 95% من الكتب المترجمة، تليها الفرنسية ثم الصينية والألمانية ثم باقي اللغات الأوروبية وهي الإيطالية والإسبانية والروسية، مواصلاً المركز أداء رسالته بنشر ثقافة الترجمة ودعمها من خلال الترجمة والتعريب والنشر، وخلق روح الشراكة المجتمعية، وإعداد الكوادر المؤهلة لسد الاحتياج، ومؤخراً ترجم مركز الترجمة وبالتعاون مع عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة الملك سعود ومن خلال مبادرة التمويل المؤسسي المدعومة من وزارة التعليم 30 كتابًا معظمها من اللغة الإنجليزية إلى العربية ضمن مبادرة ترجمة كتاب، التي تعنى بالاستفادة من الكوادر البحثية والقوى البشرية الكبيرة بكليات الجامعة، وذلك للإسهام في زيادة النشر العلمي الرصين بالجامعة وإثراء المكتبة العربية بأهم وأحدث الإصدارات من المؤلفات العالمية، حيث تعتبر ترجمة الكتب والمؤلفات العلمية أحد أهم جسور التواصل بين الأمم ومن أفضل الطرق لزيادة المعارف واستمرار التواصل البناء ونقل الخبرات بين الدول، ومع طرح برامج الأولويات البحثية والتي تعتمد في مجملها على البحث في مجالات محددة ومتطورة يبقى لزاماً علينا متابعة ما يدور حولنا من أفكار وإبداعات في هذه المجالات، ولن يتسنى لنا ذلك إلاّ من خلال ترجمة أعمال الباحثين.

ويستهدف مركز الترجمة تحفيز أعضاء هيئة التدريس بالجامعة إلى التأليف والترجمة في مجال تخصصاتهم، وتشجيع حركة الترجمة والتعريب ودعمها ووضع المصطلحات والمعاجم العلمية التخصصية والعمل على تنميطها وتوحيدها وتعميمها، كما يهدف المركز إلى إعداد خطة زمنية لترجمة وتعريب الكتب المقررة والمصادر والمراجع للمرحلتين الجامعية والعليا، وترجمة الدوريات العلمية الأساسية أو الأبحاث الجيدة فيها، إضافةً إلى إعادة ترجمة الكتب العلمية التراثية التي فقدت أصولها العربية إلى اللغة العربية، إلى جانب نشر الأبحاث العلمية المترجمة لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وإقامة الدورات التدريبية التخصصية في مجال الترجمة، وإقامة المحاضرات والمؤتمرات والندوات الخاصة بقضايا الترجمة والتأليف والنشر من خلال دعوة الباحثين والمهتمين، وكذلك ترجمة ما تحتاجه إدارة الجامعة من قوانين ولوائح وأنظمة واتفاقيات من العربية وإليها، إضافةً إلى استقطاب الخبراء في مجالات تخطيط الأعمال المتعلقة بالتعريب في مجالات الترجمة، وكذلك الإسهام في إعداد وتدريب متخصصين في مجالات الترجمة والاستفادة من تطبيق الحاسب الآلي في أعمال الترجمة وبنوك المعلومات والمصطلحات.

وفكرة إنشاء المركز ترجع إلى العام الدراسي 97 - 1398هـ، وأصدر المجلس الأعلى لجامعة الملك سعود لائحة سميت آنذاك مركز الترجمة والتأليف والنشر، وفي وقت لاحق تم استحداث المركز وربطت إدارته بالمشرف على مركز الكتب الدراسية بالجامعة، حيث بدأ في ممارسة مهامه بخطى وطيدة، ونظراً لتداخل صلاحيات المركز في صورته الأولى مع كل من المجلس العلمي وعمادة شؤون المكتبات في الجامعة ومهامهما قرر المجلس العلمي إعادة النظر في وضعه وصدرت لائحة تنظيمية جديدة في 7 /6/ 1408هـ مع تعديل مسمى المركز إلى مركز الترجمة، وفاز خمسة عشر كتاباً للمركز بجائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة منذ تأسيسها ولثماني دورات متتالية بيانها، وحصل المركز على جائزة جامعة الملك سعود للتميز العلمي في الترجمة وجائزة الشيخ زايد للكتاب عن كتاب "الثروة واقتصاد المعرفة" وفاز المركز بجائزة معرض الكويت للكتاب عن كتاب "الترجمة- فهمها وتعلمها"، وفاز المركز بجائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورته الثانية في مجال جهود الهيئات والمؤسسات، وحقق مركز الترجمة بالجامعة جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي.

وتشارك دار نشر جامعة الملك سعود بالكثير من الكتب التي ترجمها وحكمها مركز الترجمة في معارض الرياض الدولية للكتاب ومن أبرز إصدارتها الثقافية الحديثة التي شاركت بها في الكتب المترجمة مثل علم الإحصاء في لغويات المدونات الحاسوبية (دليل عملي) الذي ترجمه الدكتور سلطان بن ناصر المجيول، والكتابة الأكاديمية والانتحال العلمي (تحليل لغوي) ترجمة الدكتور يحيى الظلمي، وكتاب الصين والإسلام نشأة الهويات الصينية المسلمة ترجمة الدكتور ماجد حسن البدر، وكتاب الأطفال والإعلام نظرة عالمية ترجمة الدكتور محمد ملك والأستاذ عبدالإله الجاسر، إضافة إلى كتاب محاولات إصلاحية نحو المدينة الفاضلة قرن من الإصلاح في التعليم العام ترجمة الدكتور محمد بن هندي الغامدي، وكتاب التصنيفات وحوكمة المعرفة عالمياً ترجمة الدكتور مبارك القحطاني.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org