شهد معرض جدة للكتاب، اليوم الأحد، تنظيم ندوة حوارية بعنوان "شعر العالم عبر وسيط الغاوي الأمين"، قدمها المترجم والشاعر حسن الصلهبي.
جاء ذلك ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، المنعقد تحت قبة "سوبر دوم" في مدينة جدة، خلال الفترة 8-17 ديسمبر الجاري.
شارك في الندوة كلٌّ من الشعراء: اللبناني عباس بيضون، والتونسي آدم فتحي، والسوري نوري الجراح.
وعدّ الشاعر عباس بيضون، ترجمة أدونيس لشعر بيرس، فتحًا في الشعر العربي، وقال: إنه رغم الانتقادات التي طالته في وقتها إلا أنها خدمت القصيدة.
وأضاف: أن الكثرة الكاثرة من الترجمات العربية لم تكن بالمستوى المأمول، إلا أنها طوّرت لغة الشعر وتوجهاته والصورة الشعرية للقصيدة الحديثة، مؤكِّدًا أن الترجمة هي تواصل بين اللغات، كما أنها مواجهة بينها.
وزاد بأن الأعمال المترجمة تنبع من الأصل، ولكن مما يسميه حياته الثانية -أي النص- فالترجمة هي قراءة ثانية للنص، واستحضار له في لغة مقابلة.
وفي رده عن كيفية ترجمة الشعر وأثر الترجمات على لغة الشعراء العرب؛ قال "بيضون": "القصيدة العربية في السنوات العشرين الأخيرة أصبحت متشابهةً، وكل ذلك بتأثير الترجمات الشعرية، كأنما يغرفون من صندوق واحد".
وبدوره قال الشاعر حسن الصلهبي: إن الحديث عن الترجمة الشعرية يأتي بوصفها مؤثرًا مهمًّا في خلق التواصل بين الثقافات، كما أنها تسهم في التعرف على رؤى متعددة وأفكار جديدة.
وعدّ الترجمة عنصرًا أساسًا في تشكيل ثقافتنا وشعرنا ومشهدنا الثقافي.
في حين استحضر الشاعر آدم فتحي، مباراة المغرب الأخيرة في كأس العالم أمام بلجيكا، بوصفها نصًّا إبداعيًّا، وقال: إن الترجمة هي أكبر رافد يمد لغتنا الأم بالطاقة والروح ويحرك فيها الثابت، مطالبًا المترجم بأن يترصّد النصوص الملهمة التي تكون محملة باللقاح، كما أن عليه البحث عن نص يفجر الإبداع في لغته الأم ليجدّدها ويسيرها إلى حياة جديدة، معتبرًا أن النصّ وليمة والترجمة التهام للنصوص.
من جهته أكد الشاعر نوري الجراح، دور الترجمة العربية في حفظ تاريخ الثقافات الإغريقية والفلسفية، قائلًا: إن هناك تاريخًا كبيرًا للترجمة في الثقافة العربية.
فيما نوّه إلى المراحل المتعددة التي مرّت بها حركة الترجمة؛ حيث أعيدت ترجمة نصوص كثيرة تكاد تكون مختلفة تمامًا عن ترجماتها السابقة.