
نظّم المكتب الثقافي التعليمي المصري بالرياض أمسية ثقافية بعنوان "مصر والسعودية: تاريخ من الثقافة المشتركة"، تناولت محطات مضيئة من مسيرة العلاقات الثقافية والتعليمية بين البلدين الشقيقين، وذلك بحضور سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة إيهاب أبو سريع، وإشراف الأستاذ الدكتور أحمد سعيد الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة.
وشهدت الندوة حضور عدد من الشخصيات البارزة في مجالي الثقافة والتعليم من الجانبين، من بينهم المستشار محمد عليان مدير مكتب العمل بالسفارة المصرية بالرياض، والأديب والمؤرخ السعودي محمد القشعمي، والباحث والإعلامي الدكتور عبدالله الحيدري، والناقد والكاتب المصري الدكتور أبو المعاطي الرمادي، إلى جانب الشاعر والكاتب الصحفي السيد الجزايرلي الذي أدار الحوار. كما شارك بالحضور الدكتور محسن القرني مشرف التعليم الخاص بوزارة التعليم السعودية، والنائب الحسيني الليثي عضو مجلس الشيوخ المصري، وعدد من الأكاديميين والمثقفين من الجانبين.
وفي كلمته الافتتاحية، رحّب السفير إيهاب أبو سريع بالحضور، مؤكدًا أن العلاقات المصرية السعودية علاقات راسخة واستراتيجية، تهدف إلى تحقيق التكامل والعمل المشترك لخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية. وأشار إلى أن الأنشطة الثقافية المشتركة تُجسّد وحدة الهوية العربية والإسلامية وتُعزز التقارب بين الشعبين الشقيقين.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد سعيد أن الثقافة ستظل دائمًا جسرًا قويًا للتواصل بين الشعبين، مشيرًا إلى الدور الحيوي الذي تضطلع به المكاتب الثقافية في تعزيز التعاون الأكاديمي والتبادل المعرفي بين الجامعات المصرية والسعودية، بدعم من معالي وزير التعليم العالي المصري الدكتور أيمن عاشور ومساعد الوزير الدكتور أيمن فريد.
وفي كلمته البحثية، استعرض الأديب محمد القشعمي بدايات العلاقات الثقافية بين مصر والسعودية قبل تأسيس المملكة، مسلطًا الضوء على البعثات التعليمية السعودية الأولى إلى مصر في عشرينيات القرن الماضي، وإسهامات المعلمين المصريين في النهضة التعليمية بالمملكة.
كما أشار الدكتور أبو المعاطي الرمادي إلى أن العلاقات الثقافية المصرية السعودية تُعد نموذجًا فريدًا للتعاون العربي، إذ تجمع البلدين روابط فكرية وحضارية راسخة تعززها الاتفاقيات الثقافية ومذكرات التفاهم المشتركة.
أما الدكتور عبدالله الحيدري فتحدث عن إسهامات المثقفين المصريين في تاريخ الأندية الأدبية السعودية منذ تأسيسها عام 1975م، مؤكدًا أن الحضور الثقافي المصري كان ولا يزال عنصرًا فاعلًا في المشهد الأدبي السعودي.
واختُتمت الندوة بتأكيد المشاركين أهمية مواصلة الحوار الثقافي المشترك، ودعم المبادرات التي تُبرز الإرث الثقافي المصري السعودي، وتعزز التواصل الإنساني والمعرفي بين الشعبين.