استحدثت هيئة الفنون البصرية مواقع فنية دائمة تحتضن مجموعة من الفنون الجدارية، التي تمثّل جزءاً مهماً من روح العصر وثقافته، في بادرةٍ تعمل على إحداث وعي جديد بالفنون الجدارية المستدامة، وتأثيراتها المفاهيمية على الثقافة والبيئة والمجتمع، وذلك تزامناً مع أعمال مهرجان رش "فن الجداريات" الذي نظمته الهيئة خلال الفترة من 15 نوفمبر إلى 6 ديسمبر الجاري في حي المغرزات بالرياض.
وكانت الهيئة استحدثت خلال الأعوام الماضية أماكن فنية مستدامة، وبدأت عبر "مهرجان رش" بإضافة عدد من الأماكن الأخرى، حيث أثرى الإبداع وترك بصمة جمالية على جدران حديقة الغروب، وأتيحت الفرصة لمشاركة الأطفال لتعزيز فضولهم، وتوليد الإبداع لدى الأهالي في ممارسة الفن الجداري الذي يعد شريكاً طبيعياً في تكريس المثل العليا لاستدامة الثقافات، والفنون العالمية المشتركة.
وشاركت منظمة "ضاد" التي تضم مجموعة من فناني الجرافيتي يوم الأربعاء الماضي، في بطولة أوت لاين ضمن فعاليات رش، برسومات على جدران حديقة الروضة في مدينة جدة نفذها 15 فناناً، حيث خُصصت مساحة جدارية لكل فنان ليعكس فيها نظرته للمدينة، عبر رسومات تنشر مفهوم الابتكار في الأماكن العامة، وتحفّز على التفكير الإبداعي، كما تسهم في إعادة تشكيل النظرة المجتمعية للفنون من خلال استخدامها في تعزيز التقدم الفني بالأماكن التي يرتادها أهالي وزوّار المدن.
وتخطط هيئة الفنون البصرية لنقل أحد مجسّمات مهرجان رش من عمل الفنانين التونسيين ST4 كوليكتيف، إلى ساحة البلدية بحي الشفا في الرياض في التاسع من ديسمبر الجاري؛ ليكون أحد الأعمال الفنية المستدامة التي تعكس الواقع الذي يعيشه الفنانون، والبيئة المحيطة بهم، وتوضح رؤيتهم للعوالم المحيطة بهم، إضافةً إلى مواءمتهم بين ثقافات العالم عبر تشكيلات بصرية نابعة من تأملات عميقة تسكن عقول الفنانين، والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
وتسهم هيئة الفنون البصرية من خلال مهرجان رش "فن الجداريات" في جمع فناني المملكة والعالم بمكانٍ واحد؛ لتبادل الرؤى والمفاهيم العالمية المشتركة في الفن الجداري، كما تسعى إلى تحويل الزوّار إلى فنانين من خلال توفير المواد والمساحة اللازمة لهم؛ للتعبير عن آرائهم عبر مزيج من الرسومات التي تتخطى الثقافات، وتنقش على الجدران تعابير بصرية تلبي ذائقة الجمهور طيلة أيام المهرجان.