عقدت هيئة التراث أمس، لقاءً افتراضيًا مفتوحًا مع المختصين والمهتمين والعاملين في قطاع التراث الثقافي، للتعريف بإستراتيجية الهيئة ومستهدفاتها، واستعراض رؤيتها ورسالتها وركائزها وأهم مبادراتها ومشاريعها، وعرض الإسهام المأمول من المجتمع في الحفاظ على التراث الوطني وتطويره، وذلك بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور جاسر الحربش.
وقال الحربش: قطاع التراث الثقافي في المملكة غني بمكوناته وعناصره، منوّهاً بما يحظى به هذا القطاع من اهتمام ودعم سخيَّيْن من الدولة مكّن الهيئة من الانطلاق في تنفيذ إستراتيجيتها الموجّهة لحفظ وصون تراث المملكة الحضاري والنهوض بمقوماته وتطويره.
وشهد اللقاء استعراض ملخص عن الوضع الراهن لقطاع التراث الثقافي بالمملكة الذي يشمل أكثر من 8500 موقع أثري في مختلف مناطق المملكة، و2750 موقعًا تراثيًا عمرانيًا، وأكثر من 4000 حرفي وحرفية سعوديين، وما يقارب 150 حرفة يدوية تتم ممارستها، إضافة إلى تسجيل 6 مواقع في قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو، و11 عنصرًا في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى منظمة اليونسكو.
واستعرض اللقاء مواءمة استراتيجية الهيئة مع أهداف المستوى الثالث لرؤية المملكة 2030 أبرزها المحافظة على تراث المملكة الإسلامي والعربي والوطني والتعريف به، وغرس المبادئ والقيم الوطنية وتعزيز الانتماء الوطني، وتنمية الإسهامات السعودية في الفنون والثقافة، كما شملت المواءمة الأهداف الرئيسة للإستراتيجية الوطنية للثقافة من خلال جعل الثقافة نمطًا للحياة حيث تأتي لتعزيز وترسيخ الهوية الوطنية، ونشر الثقافة وإيصالها للمجتمع، وتعزيز مكانة المملكة دوليًا.
وتناول اللقاء الركائز الثمانية التي ترتكز عليها إستراتيجيتها وهي: حماية محفظة الثروة الثقافية والمواقع الأثرية وإدارتها بفاعلية، وتعزيز الأبحاث وتنمية المواهب المتخصصة في التراث، واستخدام أحدث التقنيات الرقمية في سلسلة القيمة التراثية، إضافة إلى وضع الأنظمة واللوائح المناسبة وإصدار الرخص، والعمل على نطاق واسع مع القطاع الخاص (مشاريع الأعمال التجارية)، وإيجاد الوعي لدى الجمهور ونشر التراث، والعمل من خلال الشراكات واسعة النطاق على المستويين المحلي والعالمي، إضافة لتوفير التمويل المقدم من الحكومة ودعم الوكالات الدولية.
واستعرضت الهيئة عددًا لأبرز مبادراتها ومشاريعها، من أهمها دور الهيئة في تنفيذ مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن من خلال تنفيذ مشاريع تأهيل وتفعيل مواقع التاريخ الإسلامي، وتنفيذ مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وتسجيل وتوثيق مواقع التراث الثقافي، ومشاريع المسح والتنقيب الأثري في عدد من مواقع الآثار في المملكة، ومشاريع ترميم وتأهيل وتطوير مواقع التراث الثقافي، إضافة لتسجيل مواقع التراث الثقافي وعناصر التراث الثقافي السعودي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، ومبادرة نقوش السعودية، ومبادرة بيوت الحرفيين، وتفعيل الشراكات مع الجهات ذات العلاقة بالحفاظ على التراث بالمملكة وتطويره، والتوعية بالتراث الوطني والتعريف به، والمشاركة بالفعاليات التراثية الدولية.
وأوضحت الهيئة أهمية إسهامات المجتمع في الحفاظ على التراث الوطني وشكرها لكل من أسهم في ذلك من خلال الإبلاغ عن المواقع أو القطع الأثرية، وحماية مباني التراث المملوكة للأفراد والحد من تدهورها، والإبلاغ عن المواقع المتضررة، ونشر الوعي عن أهمية المحافظة على التراث الوطني والالتزام بالأنظمة واللوائح الصادرة بشأنه، والإبلاغ عن الممارسات المخالفة لها.
ويأتي اللقاء ضمن سلسلة من اللقاءات المفتوحة التي تنظمها هيئة التراث مع المهتمين والمتخصصين، وذلك بهدف إيجاد قنوات اتصالية دائمة معهم، وإشراكهم في صناعة القرار، واستجلاب الأفكار التطويرية، إلى جانب تحديد التحديات والمعوقات التي تواجه القطاع، والسعي لتلافيها.