نظم منتدى أسبار الدولي، اليوم، ملتقى افتراضيًا بعنوان "الدراسات المستقبلية والأزمنة ما بعد العادية: مقاربة العالم العربي والإسلامي"، بمشاركة عددٍ من الخبراء والمختصين الدوليين.
افتتح الملتقى رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث الدكتور فهد العرابي الحارثي، بكلمة أكد فيها أن دراسات المستقبل وما بعد الأزمنة العادية ليست ضربًا من الغيب المجرد أو ادعاءات منجمين، كما يظن بعضهم، بل هي دراسات ذات طابع علمي تتناول الموضوعات بطريقة دراسة الماضي وتحليل الواقع ومؤثراته واستشراف المستقبل.
فيما أكد الدكتور شميم ميا، أن دراسة المستقبل نابعة من توجيهات الوحيين وهي غير متعارضة مع مبادئهما، مبينًا أننا مسؤولون جميعًا عن مستقبلنا وإلا سنعيش في مستقبل آخر.
في حين قال عالم المستقبليات البروفيسور جوردي سيرا، الأستاذ المشارك في كلية الاتصالات والعلاقات الدولية في بلانكيرنا (جامعة رامون لول) في برشلونة: "إننا في دراسات المستقبل ليس لدينا شيء مكتوب عما سيحدث في المستقبل بالتحديد، لكن لدينا معلومات تساعدنا على التنبؤ والاستعداد للمستقبل"، مضيفًا أن من المنهجيات السائدة لدراسة المستقبل هي التوجهات العامة للحاضر وربطها بمؤشرات المستقبل.
من جهة أخرى، قال العالم البريطاني ضياء الدين سردار: "علينا أن نعرف أنه ليس بمقدورنا أن نتحكم في الأزمنة ما بعد العادية، بل نستطيع أن نبحر من خلالها، مبينًا أن التغير المناخي من أهم المشكلات التي يجب أن نستفيد من دراسات المستقبل للتخفيف من آثارها".
وفي ختام الملتقى، أكد المشاركون أهمية الدراسات المستقبلية للمجتمعات العربية والمسلمة، من أجل تنمية القدرة وتعزيز الاستعداد لتوليد الحلول، وصنع القرار في ظل عدم اليقين, لافتين إلى أن الدراسات المستقبلية تعد جزءًا أساسيًا في العديد من ممارسات العلوم بكل تخصصاتها، وتنطوي تحتها العديد من المصطلحات المهمة استشراف المستقبل وتصميم المستقبل، وصناعة الرواية المستقبلية للدول والمجتمعات.
وشدد المشاركون على ضرورة التركيز على إثراء النشاطات والأعمال التي تعزز ممارسات استشراف المستقبل، والتي تركز على الحلول والمبادرات المرتكزة على الحل, مؤكدين أهمية الانطلاق من القيم الأساسية لكل مجتمع في تصميم حلوله وصناعة مستقبله، معتمدًا على موارده البشرية والمادية.
ودعا المشاركون إلى أهمية توفير مساقات دراسية تعليمية تشمل مستويات التدريس من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعية، تساعد في بناء القدرات لدى الطلبة في ابتكار حلول لتحديات المجتمع الحالية والمتوقعة, مطالبين بتوفير مبادرات تعليمية تخصصية تساعد في بناء القدرات للعاملين في القطاعات الأساسية والعلوم الإنسانية في مجال الدراسات المستقبلية وممارساته العالمية.
وأشار المشاركون إلى أهمية دعم المبادرات التي تعزز النشر والتبادل المعرفي والثقافي في مجالات الدراسات المستقبلية وتصميم الحلول. لافتين إلى أهمية إطلاق دراسات المؤشرات والبحوث الميدانية التي ترصد الاتجاهات والتحولات لمساعدة أصحاب القرار المجتمعي في تطوير المبادرات والحلول المستقبلية على أرضية صلبة من الاجتهاد, مطالبين بضرورة تأهيل القيادات على تبني النظم والممارسات الإدارية التي تعزز التفكير المستقبلي والناقد, وثقافة الاستقلال المستقبلي.
وفي الختام، أعلن منتدى أسبار الدولي عن تقديمه 20 منحة تعليمية في برنامج الدراسات المستقبلية والأزمنة ما بعد العادية، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المملكة، وهو يستهدف العديد من الفئات المهتمة في مجال الدراسات المستقبلية وتطبيقاتها كطلاب الماجستير والدكتوراه في مجالات الدراسات الاجتماعية كافة، والباحثين والمختصين في مراكز البحث والدراسات.
ويساعد البرنامج في التأسيس لأهمية الدراسات المستقبلية في المملكة خاصة والمجتمعات العربية عامة، وذلك من أجل تعزيز الاستعداد لتوليد الحلول المستقبلية وصنع القرار المناسب في ظل عدم القدرة على التنبؤ وفق منهجيات عملية تساعد المشاركين في امتلاك أدوات الدراسات المستقبلية، وفهم أساسيات توجهات الأزمنة ما بعد العادية وتطبيقاتها العملية.
ويهدف الملتقى إلى التعريف بأساسيات علم المستقبليات وبعض مناهجه وممارساتها العربية، وتسليط الضوء على علم المستقبليات، من خلال منظور الحضارة العربية الإسلامية والممارسات العالمية, إضافة إلى تقديم منهجية الأزمنة ما بعد العادية والتعريف بأهم الممارسات العملية لها، وخريطة أولية لبناء ممارسات التصميم، من أجل حلول المستقبل في العالم العربي.