أرجع الدكتور جون جراي أشهر كاتب اجتماعي في العالم انهيار الحياة الزوجية وارتفاع نسبة الطلاق في العالم العربي ومختلف دول العالم إلى عشر قضايا حساسة تساهم في تجمد العلاقات الإنسانية، وقال في لقاء له بغرفة جدة إن التكنولوجيا تسببت في إفساد جانب كبير من العلاقات الزوجية بعد أن أصبح الزوجان يقضيان أغلب وقتهما على الهاتف والحاسب الآلي ووسائل التواصل الاجتماعي وأهملا الاحتياجات الأسرية والعاطفية، ما انعكس بشكل كبير على الجيل القادم الذي سيصبح أكثر تجردًا من العواطف.
جاءت كلمات الكاتب الأمريكي صاحب كتاب (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) الذي وزع 50 مليون نسخة، خلال المحاضرة التي ألقاها مساء أمس ـ الخميس ـ بعنوان"الدليل الرائع لفهم الجنس الآخر" ونظمتها غرفة جدة ممثلاً بأكاديمية المصفق التشاركي للإنماء والتشغيل بالتعاون مع معهد مدينة المعرفة للقيادة والريادة بفندق سوفيتيل الكورنيش، في حضور عدد كبير من العائلات والأفراد والمهتمين بالشأن الاجتماعي والأسري، حيث قدم وصفة مثالية لعلاقة زوجية ناجحة، وكشف الأسباب التي جعلت كتابه الأكثر توزيعًا في العالم.
وفاجأ جراي الحاضرين بحديثه المبهر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ودلل بكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة.. وقال: إنه أعظم من أنجبتهم البشرية، فقد حول المجتمع من الجهل إلى الحضارة في وقت قصير، ونزل إليهم بآيات سماوية قادتهم إلى النور والعلم والتمسك بالمبادئ والقيم والابتعاد عن العادات السيئة، ونظمت أحاديثه وسيرته الحياة بشكل عام والعلاقات الزوجية على وجه الخصوص بشكل عادل ومنصف للمرأة والرجل.
وأشار جراي إلى أنه أحرز نجاحات كبيرة في عيادته الاستشارية من خلال إنقاذه للعديد من الزيجات وأضاف أنه كان ينتقد الرجال والنساء المخطئين وهو الأمر الذي تسبب في إحباط الكثيرين منه، وأنه يستطيع إنقاذ الزيجات أينما ذهب ببعض اللمسات السحرية التي تدفع العلاقة بين الرجل والزوجة إلى مرحلة التواصل بحب وتخطي المشاكل التي يواجهونها.
وأشار إلى أن عديد الرجال والنساء أكدوا له بعد قراءتهم لكتابه "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" أنهم اكتشفوا العديد من الأشياء الخاطئة التي كانوا يداومون عليها طوال الوقت في علاقاتهم مع أزواجهن أو زوجاتهم، وأضاف: المرأة تحتاج من الرجل إلى أن يشعرها بأنه قريب منها يسمعها ويلبى احتياجاتها ويوليها الاهتمام الذي تحتاج إليه كل النساء في العالم، والرجل عندما يستمع إلى المرأة يساعدها ذلك في إفراز هرمون أوكسيتوسون وهو الهرمون الذي يخفف التوتر عند النساء.
ونصح جون جراي النساء والرجال بأن يستمعوا إلى بعضهم بعضًا بشكل أفضل وإخراج الأفضل منهم فالرجال يملكون القدرة على إخراج الأفضل في النساء وكذلك النساء يستطعن إخراج الأفضل من الرجال لنقترب من بعض، مشددًا على أن التكنولوجيا تسببت في الكثير من المشاكل للزوجة والزوجة حيث إن الزوج يقضى معظم وقته على التليفون والحاسب الآلي حيث إن تلك الوسائل لا تلبي احتياجاتنا العاطفية.
وأوضح أنه لم يكن يتوقع أن كتابه «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»، سيحقق له الشهرة العالمية ويكون الأكثر مبيعًا لمرحلة التسعينيات بأكملها بعد أن باع أكثر من 50 مليون نسخة، واستمر مدة 121 أسبوعًا الكتاب الأكثر مبيعًا في الأسواق، وقال: الكتاب يعد ثمرة تجارب ودراسات علمية حول العلاقة بين الرجل والمرأة ويشرح الاختلافات فيما بينهما من ناحية علمية لتحقيق النجاح في أي علاقة زوجية.
وعن سر التوزيع الكبير لكتابه.. قال: «لا يوجد في الأسواق أي كتاب يشبهه من ناحية الموضوع، كما أن معظم الكتب المتخصصة بالعلاقات الزوجية تُقرأ من قِبل النساء، ولكن هذا الكتاب الوحيد الذي قُرأ من قِبل النساء والرجال بالتساوي»، وأكد أنه في البداية ظن أن الكتاب قد يضيف له المزيد من ورش العمل حول الزواج والعلاقات الأسرية، ولكن الكتاب كان له الأثر الإيجابي في إنقاذ الكثير من العلاقات، لأنه يوضح الاختلافات بين الجنسين وكيفية التعاطي معها، كما حقق أرقامًا قياسية في المبيعات وترجم إلى الكثير من اللغات، حيث يعد خلاصة عمل 15 سنة من العمل في مجال الاستشارات والعلاقات الأسرية، وأشار إلى أنه كان بالإمكان أن يقدم 10 كتب انطلاقًا من الاختلافات بين الرجل والمرأة، ولكنه تناول أول 10 قضايا مشتركة في كل العلاقات الزوجية، وكل واحدة منها قادرة على حماية الحياة الزوجية ومنع دمارها.
وأرجع سبب اختيار المريخ للرجال والزهرة للنساء، إلى «في البداية أتتني الفكرة من خلال فيلم كنت أشاهده، وكذلك بعد أن طرحت زوجة عليّ سؤالاً (زوجي من أين؟) عندها أجبتها من المريخ وضحكت».
وتابع الكاتب الأمريكي: «قمت بالبحث عن طبيعة الكواكب، ووجدت أن كوكب المريخ يقوم بمهمة الحماية بينما الزهرة هو كوكب الجمال والحب، وهكذا يجب أن يكونا (الرجل والمرأة)». أما الكتابة بحد ذاتها، لم تكن المشروع الخاص بـ"جراي"، فقد بدأ بالنشر بهدف نشر المعلومات التي من الممكن أن تساعد الناس في حياتهم، مشيرًا إلى أنه يفضل هذه الكتب عن الأدب لأنه يميل إلى الأشياء المثبتة علميًا.