احتفل مركز البحوث والتواصل المعرفي مساء يوم الخميس في قاعة المحاضرات التابعة للمركز بإطلاق معجم "العباب الزاخر واللباب الفاخر" للعلامة الحسن الصغاني في نسخته الكاملة في طبعة فاخرة من 15 مجلدًا من القطع المتوسط، وذلك برعاية الدكتور أحمد بن محمد الضبيب، أستاذ اللغة العربية وآدابها عضو مجمع اللغة العربية في القاهرة مدير جامعة الملك سعود الأسبق، وأول أمين عام لجائزة الملك فيصل العالمية، بحضور محقق المعجم الدكتور تركي بن سهو العتيبي، وبحضور لفيف من جهابذة اللغة العربية وعلومها، وأساتذتها الكبار المرموقين، ونخبة من المثقفين والمهتمين.
ويُعد إصدار هذا العمل إضافة قيمة للمكتبة العربية؛ لما تميزت به هذه النسخة من "العباب الزاخر واللباب الفاخر" من تمام واكتمال دون غيرها من النسخ والتحقيقات السابقة القاصرة، فالتم بها للمعجم شمل أجزائه أخيرًا بعد عمل دؤوب فريد، قام به المحقق، بدأه قبل نحو سبع سنوات، استطاع فيها بعزيمة لا تلين إنجاز ما كان يبدو إلى وقت قريب من زيف الأماني.
وتميزت هذه النسخة أيضًا بأنها قابلت جميع النسخ المخطوطة المعروفة للمعجم، وغير المعروفة التي عثر عليها المحقق ولم يطلع عليها أحد قبله من المحققين. ويعد هذا الإصدار الجليل الذي تم في أرض المملكة العربية السعودية إضافة جليلة مهمة لأدوار المملكة الريادية، وعلامة بارزة لجهود علمائها وأبنائها البررة في طريق البحث العلمي، وتحقيق التراث العربي الإسلامي. ولا غرو أن يُنظر لهذا العمل الكبير بوصفه أحد أهم الأعمال العربية في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفي كلمته الترحيبية في بداية الحفل توجَّه رئيس المركز، الدكتور يحيى بن محمود جنيد، بالشكر للأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، رئيس مجلس أمناء مجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة؛ لما وجَّه به من دعم كامل للمعجم. وثنَّى بالثناء والشكر على جهود الدكتور حسن بن عواد السريحي، الأمين العام السابق للمجمع، الذي تابع توفير الدعم للمعجم، وتابع خطوات إنجازه مع مركز البحوث.
كما توجَّه الرئيس بالشكر للدكتور فهد الوهبي، الأمين العام للمجمع؛ لاهتمامه وحرصه ومتابعته وتواصله وحفاوته بالمعجم بعد صدور طبعته النهائية، التي وعد باحتفالية خاصة بها في المدينة المنورة.
بعد ذلك تحدث الدكتور تركي بن سهو العتيبي (محقق المعجم) عن أهمية المعجم وقيمته العلمية، وعن سيرة مؤلفه، وفصَّل في الحديث عن رحلته الشاقة الطويلة في سبيل إنجاز هذا العمل الضخم، وضمَّنها قبسات علمية ولغوية وفرائد مما في جعبته ومما بين دفتَي المعجم.
كما تحدث راعي الحفل، الدكتور أحمد بن محمد الضبيب، بكلمة شكر فيها مركز البحوث، وأثنى على جهود المحقق وكفاءته العلمية المشهودة، ثم عرج بحديثه على المعجم ومؤلفه، وحمل حديثه شذرات لغوية ومعرفية قيمة، أثرت الحفل، وأعادت إلى الأذهان صورًا من جهود راعي الحفل التاريخية في خدمة اللغة العربية والتراث العربي الإسلامي.
بعد ذلك أُتيح المجال لمداخلات الأساتذة الكبار الحضور، وحملت مداخلاتهم جميعًا ثراء معرفيًّا ولغويًّا، وقيمة علمية يندر أن توجد في ندوات واحتفالات وفعاليات هذا الزمان.
واختُتم الحفل بمأدبة غداء عامرة تكريمًا لراعي الحفل، ولفارس الحفل (محقق المعجم)، وللعلماء والأساتذة الأجلاء الحاضرين.