"ماذا يقرأ العرب وكيف؟".. "قرصنة" ومليار دولار فهل الـ6 دقائق حقيقة؟!

حلقة نقاشية لـ"BBC"على هامش انعقاد فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب
"ماذا يقرأ العرب وكيف؟".. "قرصنة" ومليار دولار فهل الـ6 دقائق حقيقة؟!
تم النشر في

 أكد أدباء وكتّاب ومتخصصون في شؤون الكتاب والنشر، أن غياب إحصاءات حقيقية عن واقع المهتمين بصناعة قطاع الكتاب، يؤدي إلى إثارة الكثير من التكهنات حول علاقة القارئ بالكتاب، وطبيعة القراءة التي يفضّلها، وأرقام التسويق الحقيقية، والجدل القائم حول علاقة الكتاب الورقي والإلكتروني؛ في ظل تطور وانتشار الأجهزة اللوحية المختلفة.

جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية المعنونة: "ماذا يقرأ العالم العربي وكيف؟" التي تم تنظيمها من قِبَل "بي بي سي عربي"، بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب، على هامش انعقاد فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته 35 للعام 2016؛ وذلك بمشاركة سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، والكاتب والناشر المصري سيد محمود، والكاتب العراقي الدكتور رشيد الخيون، وأدار الندوة مراسل ومذيع بي بي سي عربي، مُعَد ومقدم البرنامج الإذاعي "عالم الكتب"، عمر عبدالرازق.

استهل "العامري" حديثه بالقول: "المجتمع العربي مجتمع قارئ، وهذا بخلاف المقولة المنتشرة أنه لا يقرأ؛ فهناك عوامل عدة تدعم توجه المجتمع العربي للقراءة؛ أبرزها: الدين الإسلامي الذي يدعو إلى القراءة، والدليل على استمرار بل وتطور القراءة؛ أن سوق الكتب في الإمارات يبلغ نحو 230 مليون دولار؛ في حين يبلغ في العالم العربي 1 مليار دولار، كما أن صفقات ترجمة الكتب من العربية إلى اللغات الأخرى بلغت 145 صفقة قبل يومين اثنين فقط؛ وذلك على هامش البرنامج المهني التابع لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، كما أن معرض الشارقة للكتاب يشهد سنوياً مبيعات كتب بنحو 40 مليون دولار".

ونوّه رئيس هيئة الشارقة للكتاب، إلى ضرورة توفير عوامل كثيرة ومتواصلة لجذب أفراد المجتمع إلى القراءة، وأيضاً الاعتناء بجودة المحتوى وتناسبه مع الفئات المستهدفة والمجتمع؛ مؤكداً أن الشارقة تعمل برؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة على جعل القراءة أسلوب حياة ممتع لدى كافة أفراد المجتمع".

وأشار الناشر المصري، سيد محمود، إلى أنه لا يمكن التحكم بالقارئ فيما يفضله من كتب، كما أن اتجاهات القراءة لا تحدد بالضرورة أهمية الكتاب المقروء؛ وإنما نوعُ وطبيعةُ التسويق القائمة على ذلك الكتاب هي التي تحدده، وأعتقد أنه أصبح واضحاً حجم وأهمية التسويق الإلكتروني في تحديد كميات الكتب المشتراة؛ لكنه يعكس في الوقت نفسه مشكلات القرصنة، ويطرح إشكالات حماية الكاتب والناشر عند حصول القارئ على الكتاب المجاني في مواقع النت، بعيداً عن حقوق الملكية.

وبيّن الكاتب العراقي الدكتور رشيد الخيون، أن الجدل القائم حول الكتاب الورقي والإلكتروني لا يستحق كل هذه الضجة؛ مع أنه وجد مثل هذا الخلاف في التراث العربي القديم عند انتقال الكتابة من وسائط الرقاع والجلود والألواح الطينية إلى الورق؛ مؤكداً أن المجتمع العراقي -كنموذج عربي- لا يزال مجتمعاً قارئاً، وأن مَعارض الكتب علامة صحة على تقدم الكتاب والقراءة، وعلى المؤسسات الرسمية أن تبذل جهوداً أكبر في دعم القراءة والبحث عن وسائل جاذبة.

وشهدت الجلسة مداخلات وتساؤلات عدة، شارك فيها العديد من الإعلاميين العرب من الصحف والمجلات والإذاعات ومحطات التلفزيون العربية المعروفة، دارت حول أهمية إيجاد سبل جديدة لإعادة المجتمع إلى الكتاب، وأهمية العناية بجودة المقروء، وتسهيل إيصال الكتاب العربي إلى أي مكان في العالم، والعمل على إيجاد استراتيجيات جديدة لقطاع النشر، تكفل في الوقت نفسه تكوين تصور حقيقي مقرب، وأرقاماً حقيقية ترصد حركة القطاع وإمكانات تطوره.

في حين شكّك مدير الندوة أحمد العامري، في الدراسة التي تقول إن المواطن العربي يقرأ ٦ دقائق سنوياً، وقال: "العينة لم تتجاوز الألف شخص؛ لذلك هي غير دقيقة، وأرقام المبيعات تؤكد عكس ذلك".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org