في واقعة أقرب للخيال، استعاد د. فارس أبو بطنين وعيه بعد غيبوبة استمرت أربع سنوات، إثر حادث مروري مروع.
ووسط دهشته من الأحداث التي وقعت خلال تلك السنوات قال: "استيقظتُ وكأنني كنت في كابوس أو دوامة، لم أستطع الخروج منها".
وكشف "أبو بطنين" لقناة "الإخبارية" عن تفاصيل الحادث الذي قلب حياته رأسًا على عقب، وغيَّر مسارها بالكامل، قائلاً: "أذكر أنني كنتُ مغادرًا الرياض برفقة اثنين من الزملاء -رحمهما الله- عندما اصطدمنا بجمل سائب في الليل. فقدتُ الوعي على الفور، وللأسف فارق الزميلان الحياة، أما أنا فكتب الله لي الحياة، ودخلت في غيبوبة، استمرت أربع سنوات".
ويقول "أبو بطنين" متذكرًا تلك اللحظة الفارقة: "استيقظتُ فجأة على صوت غريب في أذني يقول: (اصحى نايم!)، ووجدت نفسي في غرفة داخل الطائف، بالرغم من أنني أتذكر أنني كنت آخر مرة في الرياض. لم أفهم شيئًا في البداية، وشعرتُ وكأنني كنت نائمًا ليلة واحدة فقط، لكنهم أخبروني بأن أربع سنوات مرت".
وأضاف: "طلبت المصحف فور استيقاظي، وبدأت أقرأ فيه، وختمته خلال يومين بفضل الله".
وتابع "أبو بطنين" حديثه مبينًا أنه بدأ يستوعب حجم التغيرات التي وقعت في غيابه؛ إذ كانت الصدمة أكبر مما تخيل خلال جائحة فيروس كورونا، وقال: "فوجئت بحديثهم عن جائحة كورونا، والحجر الصحي، وإغلاق المساجد. لم أصدق ما سمعتُ حتى شاهدت فيديوهات تُظهر الكعبة المشرفة خالية من المصلين لأول مرة في التاريخ. كان الأمر لا يصدق؛ العالم كله توقف!".
وأضاف قائلاً: "حتى الآن ما زلت أجد صعوبة في استيعاب كل ما حدث في أيام كورونا، لكن الحمد لله الذي أزال عنا هذا الوباء".
وبالرغم من الغيبوبة الطويلة وجد "أبو بطنين" فرصة جديدة في حياته، وقال: "عندما استيقظتُ علمت أنني تقاعدت طبيًّا بسبب إصابتي، لكن بفضل خبرتي وشهاداتي العلمية حصلت على وظيفة جديدة أفضل من الأولى. الحمد لله، كل شيء يحدث لحكمة".