حذر رئيس الجمعية السعودية لطب وجراحات السمنة ورئيس الجمعية الخليجية لطب وجراحات السمنة البروفيسور عائض القحطاني، من أن أكثر من 70٪ من المجتمع السعودي يعانون من زيادة في الوزن أو سمنة.
وقال القحطاني لـ"سبق" على هامش مشاركته في المؤتمر العلمي السادس للجمعية السعودية لطب وجراحات السمنة: " لدينا مشكلة وينبغي أن نتساءل: كيف نتعامل معها؟ ثم الوقاية منها، ونحذر من التساهل في زيادة الوزن، خاصة أن عدد البدناء مرشح للزيادة في مجتمعنا".
وأجاب القحطاني، من خلال "سبق"، عن تساؤل حول علاقة جراحات السمنة بالشفاء والعلاج من 80% من الأمراض المتعلقة بالسمنة، وقال: في هذا الإطار لا يجب أن يتساهل الإنسان في زيادة وزنه حتي لو كانت 20 أو 15 كجم.
وأضاف: نشاهد بعض الناس بأوزان عالية ولا يكترثون لذلك، وفي البداية قد لا يعاني الإنسان من شيء، لكن مع مرور الوقت سيصاب بأمراض قد لا يشعر بها.
وأردف: أكثر الأمراض المتعلقة بالسمنة كالسكر والضغط والدهون والمفاصل والكوليسترول و40٪ من الأورام، كلها قابلة للشفاء عندما ينقص وزن الإنسان بشكلٍ كبير، على الأقل ما بين 15 و20 كجم.
وتابع: أهم الإجراءات التي تنقص الوزن هي عمليات السمنة "تكميم، تحوير، تغيير مسار"، ونسبة تشافي المصابين بالسكر النوع الثاني تصل من 80-90٪، والتشافي من الضغط بنسبة 80٪، وكذلك أمراض الكوليسترول والمفاصل وأمراض المرارة والأورام.
وقال "القحطاني": من مضاعفات السمنة فقدان القدرة على المشي بسبب تآكل المفاصل، وتكمن الوقاية بإنقاص الوزن، وغالبًا العمليات هي التي تؤثر في نزول الوزن.
وأضاف: يجب على كل من خضع لـ"عمليات المعدة" الالتزام بتعديل وتغيير نمط حياتهم والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة، مثلًا الاقتصار على تناول وجبة واحدة في اليوم، أو العودة لتناول الحلويات والسكريات.
وأردف: عمليات السمنة آمنة والوفيات والمضاعفات نادرة جدًّا، وينصح بها حتى لمن لديهم زيادة في الوزن قليلة 20 كجم أو أكثر من ذلك.
وتابع: من أهداف رؤية المملكة 2030 خفض السمنة لدى المجتمع بنسبة 1٪، وهذا هدف مهم، وهو ليس مجرد خفض وإنما الهدف إيقاف الزيادة المستمرة في زيادة الوزن.
وطالب "القحطاني" بتغيير سلوك ونمط الحياة، داعيًا إلى الابتعاد عن العوامل المسببة للسمنة، ومنها تناول الأكل في مطاعم الوجبات السريعة المتوفرة بشكل كبير، وعدم ممارسة الرياضة، لافتًا إلى القابلية الجينية.
واختتم حديثه لـ"سبق" بالتأكيد على أهمية تضافر جميع الجهود في مواجهة ومكافحة السمنة، وقال: "مع تعاون وتكاتف الجميع سنتغلب على مرض السمنة، ولا تقلقوا فلها حلول".
على صعيد متصل، يختتم اليوم برنامج المؤتمر العلمي السادس للجمعية السعودية لطب وجراحات السمنة، الذي يعدّ الحدث العلمي الأضخم بالتعاون مع الجمعية الخليجية لجراحات السمنة والرابطة العربية لجراحات السمنة والاتحاد الدولي لجراحة السمنة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتضمّن المؤتمر مساحة حرّة للنقاش المفتوح بين أكثر من 100 متحدث محلي وعالمي، إضافةً إلى 150 جلسة حوارية وورقة عمل تم من خلالها استعراض أفضل الممارسات الطبية العالمية لإجراء عمليات السمنة، والتطرُّق إلى السبل العلاجية والوقائية الصحية التي كان من ضمنها الارتجاع المريئي والحرقان بعد عمليات السمنة وكيفية التشخيص، وأيضًا محاضرة علمية لتدريب الأطباء على تقنيات جراحات السمنة الحديثة.