قصر أشبيليا.. إقرار بتفوُّق المعمار الإسلامي تزينه الآيات القرآنية و(المُلك لله)

بعثة سبق – أشبيليا: قد تلاحظ أثناء زيارتك لمعالم الأندلس الإسلامية أن لفظة القصر (الكازار) تطلق على كل المباني الفاخرة المعمارية، وهي غالباً قصور الخلفاء أو الحكماء المسلمين.

 

 يمثل قصر أشبيليا (الكازار) أحد تلك القصور التي عرفت بجمالها وزخارفها وتفردها من خلال الفن الإسلامي.

 

 الروايات متعددة حول القصر؛ فمن قائل إنه كان في الأساس قلعة إسلامية قديمة، ثم جُدّد بناؤها، ومن قائل إنه جُدّد بناؤه على فترات خلال القرنين السادس والسابع عشر. وفي رأي ثالث أن القصر الحالي الذي يزوره الآلاف من السياح بنى معظمه النصارى على بقايا القصر الإسلامي، وأبقوا على الطراز المعماري الأندلسي الإسلامي فيه.

 

باحثون آخرون يرون أنه بُني في عام 567هـ على يد الموحدين، وأنه يسمى (قصر المورق)، وأنه في عصر بني عباد سمي بـ (المبارك).

 

القصر أُدرج بوصفه موقعاً للتراث العالمي في عام 1987م.

ويقع القصر على الجهة المقابلة للجامع، وربما تلحظ أن مدخله فعلاً يشبه القلاع الإسلامية القديمة. وبمجرد الحصول على التذاكر والدخول ستلحظ العقود الإسلامية الشهيرة في نمط البناء الإسلامي مع أعمدة الرخام الأبيض والزخارف العربية بالطبع.

 

القصر يتألف من طابقين. في الطابق الأرضي احتفظ أكثر بالسمة الأندلسية الإسلامية، وإن كنت ستشعر بغرابة لجملة من الإضافات المحدثة.

 

 القاعات في القصر لها أسماء، منها قاعة العدل، وبهو السفراء، وجناح الملوك. ويتميز من بينها بهو السفراء، وهو امتداد للبروتوكول العالي الذي كان الخلفاء الأندلسيون يستقبلون فيه السفراء.

 

 البهو كبير، وتبدو فيه الأعمدة والنقوش والزخرفة في غاية الجمال، خاصة الأدعية الإسلامية والآيات القرآنية، التي من أبرزها "الملك لله" و"لا غالب إلا الله" و"الحمد لله على نعمه".. وأحيانا تجد هذه العبارات في سطر متصل.

 

كما ستقع عيناك حتماً على آية الكرسي المنقوشة. وتبرز في هذا الطابق المقرنصات الإسلامية.

 أما الطابق العلوي فغالبه نصراني، ولكن بُني على الطراز المعماري الأندلسي، وممتلئ بالصور والقيشاني، لكنه لم يخلُ من محاولات تقليد النقوش العربية المختلفة، كما يؤكد بعض الباحثين. أيضاً لا يمكن إغفال ما كُتب تاريخياً عن تطوير حاكم أشبيلية الشهير في فترة بني عباد (المعتمد بن عباد) للقصر؛ وسُمي (المبارك)؛ إذ أضاف إليه أعمدة وإنشاءات جُلِبَت من مدينة الزهراء بقرطبة.

 

هذه المادة هي ضمن سلسلة من 25 مادة ميدانية من أرض الحدث، تقدمها "سبق" لقرائها من بلاد الأندلس خلال شهر رمضان المبارك.