تزخر المدينة المنورة بمجموعة غنية من المعالم الطبيعية، ومن أهم هذه المعالم الجبال, فالمطلع على موقع المدينة المنورة جوًا أو عن طريق المصورات الجوية يجد العشرات بل المئات من الجبال التي تحيط بها وتحاصرها من كل الجهات.
حديثنا اليوم سيكون عن جبال المدينة المنورة كونها من أهم المعالم الطبيعية التي يبحث عنها زائر المدينة المنورة ليقف عليها ويتذكر الأحداث التاريخية المرتبطة بها.
وفي الحلقة العاشرة من زاوية "سبق" التي تتحدث فيها عن معالم المدينة المنورة، تتناول فيها "جبال المدينة المنورة".
يقول المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة المنورة، المهندس حسان طاهر: ما يميز المعالم الطبيعية في المدينة المنورة أنها شاركت في صياغة تاريخها المجيد, وارتبطت بأحداث ملهمة ظلت شاهدة على البدايات الأولى لنشأة الكيان الإسلامي, كما تميزت بأنها انفردت عن باقي المعالم الطبيعية في العالم بمشاعرها الحية وارتباطها الروحي والوجداني والحسي مع أهالي المدينة المنورة وجميع المسلمين, فازدانت أرقى المشاعر بين الطرفين. قال صلى الله عليه وسلم "أحد جبل يحبنا ونحبه".
وأضاف المهندس طاهر قائلاً: لقد منح الله تعالى المدينة المنورة موقعًا جغرافيًا مميزًا بجانب ما حظيت به من خصوبة أرضها ووفرة مائها, ما جعلها مدينة محمية بطبيعتها, حيث أحاطها الله تعالى بسلسلة من الجبال, جعلت منها موضعًا حصينًا يصعب على أي مُغيرٍ اقتحامه, ولعل فيما حصل من أحداث في غزوتي أحد والخندق وما لعبته طبيعة الموقع من دور كبير في التخطيط لتلك الغزوتين ما يؤكد ذلك.
وستستعرض "سبق" معكم أهم وأشهر الجبال الواقعة داخل النطاق العمراني في المدينة المنورة:
جبل أحد
أهم وأكبر جبال المدينة المنورة, يعد من المعالم النبوية الشريفة المهمة, أحبه النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر أنه على ترعة من ترعات الجنة, جرت بسفحه الجنوبي أحداث غزة أحد وهي من أعظم وأهم الغزوات الإسلامية, وقد سمي أحد لتفرده وتوحده وانقطاعه عن الجبال الأخرى.
جبل ثور
جبل أحمر صغير قائم كالثور شمال أحد عند سفحه, وهو حد حرم المدينة المنورة من الشمال كما حدده النبي صلى الله عليه وسلم.
جبل عير
جبل أسود طويل لا ينبت قطعًا, يقع في جنوب المدينة المنورة وهو حد حرم المدينة من تلك الجهة كما حدده النبي صلى الله عليه وسلم.
جبل الرماة
ويعرف بجبل عينين ويقع في السفح الجنوبي من جبل أحد، وسمي بالرماة لأن النبي صلى الله عليه وسلم وضع عليه 50 من الرماة في معركة أحد.
جبل سِلع
ويعرف بجبل ثواب، يقع شمال غرب مسجد النبي ويتوسط المدينة حاليًا, وعند طرفه الشرقي تقع ثنية الوداع الشامية، وفي سفحه الغربي وقعت أحداث غزوة الخندق.
جبل الراية
ويعرف بجبل ذباب، وهو جبل صغير يقع شمال المدينة المنورة قريبًا من المسجد النبوي، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الجبل وضرب خيمته ووضع رايته عليه إبان غزوة الخندق.
جبال الجماوات
تقع في الجهة الغربية من المدينة المنورة, وهي ثلاث جماوات تعرف الأولى بجماء تضارع والثانية بجماء أم خالد والثالثة بجماء العاقر, وقد ارتبطت جماء أم خالد وتضارع بحضارة وادي العقيق في العصر الأموي حيث بنيت في سفوحها القصور وأنشأت البساتين.
جبل تيأب
ويعرف بجبل الخزان, ويقع في الجهة الشمالية من المدينة , وقيل نزل إلى جوار هذا الجبل بنو غطفان في غزوة الخندق.
جبل أنعم
جبل صغير يشرف على وادي العقيق، وعند هذا الجبل حصلت حادثة رجم الصحابي ماعز بن مالك الأسلمي.
جبل المكيمن
جبل أحمر يمثل أحد أجزاء جبل جماء تضارع، وعند هذا الجبل ينحدر وادي المكيمن.
جبل بني عبيد
وهما جبلان يعرف الأول ببني عبيد الكبير والآخر بالصغير، وقد نزلت إلى جوار هذين الجبلين بنو عبيد من بني سلمة.
جبلا المنارتين
عُرف هذان الجبلان تاريخيًا بالمنارتين لأنهما يرتفعان في منطقة فضاء منبسطة وكأنهما منارتان أو علامتان ظاهرتان في المنطقة, ويعدان من المعالم الأساسية والشهيرة في الحرة الغربية بالمدينة وربطت بهما الكثير من المعالم التاريخية.