حظيت قصيدة جديدة للشاعر المعروف ضاري (معالي الأستاذ سعود بن عبدالله القحطاني) نشرها على حسابه في منصة إكس بإعجاب بالغ من الملايين من متابعيه ورواد المنصة العالمية، لما جاء في عمق كبير ووصايا تربوية وأخلاقية وإنسانية عكست التجربة الكبيرة للشاعر المعروف بشعره المؤثر وتجاربه الرائدة، وكما قال في مطلعها (من واحد خاض الحياة العنيدة).
القصيدة التي جاءت في قرابة 55 بيتاً شعريًا مهد لها الشاعر في تغريدته ببتين يختصران الهدف منها حيث قال:
هذي وصية أب تكتب وتنقال
من واحد خاض الحياة العنيدة
مؤكداً أنها "وصية لأبنائي الغاليين وابنتي الغاليات (الجوهرة وسارة) وكافة أبناء وبنات وطني".
محبو الشاعر الكبير من النخب السعودية ومن كافة الفئات الأدبية والمتذوقة اعتبروا أن التأثير الكبير للقصيدة نابع من تجربة الشاعر العميقة، وكذلك من ترتيبها الدقيق للأولويات الأهم في التربية الحقيقة التي من شأنها بإذن الله أن تنقل الإنسان للمستوى الذي يتمناه كهوية دينية إسلامية وانتماء وطني ومجتمعي.
واستطاع الشاعر ضاري أن يتنقل بالقارئ للقصيدة بطريقة مؤثرة، حيث كان للعنوان قوته فـ(وصية أب) هي لكل أب حباه الله بالذرية بنينًا وبناتًا وبات رهن مسؤولية كبيرة تجاه أسرته، فكيف إذا كانت الأسرة "وطن" بأبنائه وبناته، كما أوضح ذلك كاتبها.
القصيدة افتتحت بتوضيح الهدف منه كوصية أب، مستعرضًا فيها أهمية (الأخ)، مروراً بأفراد العائلة وأهمية التماسك فيما بينها وحفظ المقام لكل فرد منها، موضحًا أن اليد الواحدة (ترى الفرقة إذلال) وأن الأم "ليامن غابت صارت وحيدة).
مرورًا باستعراض أهمية عدد من القيم في حياة الأسرة والعمل على صنع المجد والاجتهاد في العصامية:
أنتم نسبكم فوق بالمرقب العال
سعود أبوكم والأصل في عبيده
أتعبت رجليني على كل منوال
وحطيت لي بصمة وسيرة مجيده
احفظ وصاة أبوك يا معرب الخال
أوصيك بالتقوى وحفظ لعقيدة
ثم عرج الشاعر على الأولويات الأهم في حياة الإنسان مفتتحًا بقوله:
في طاعة الله لا يجي عندك إهمال
اطلب رضا اللي كلبونا عبيده
ويلي ذلك:
وطاعة ولي الأمر ما تقبل جدال
جاء في كتاب الله وسنة أكيده
من خان إمامه يعتبر مفسد وضال
ويصير للعدوان وإبليس صيده
وثم أبرز الشاعر قيمًا في غاية الأهمية في ثنايا القصيدة، ومنها أولوية الصد و"بيض الأفعال" وفعل المعروف وذم الكذب، والانتباه للثقة في التعامل مع "كل بطال"، ومبشرًا بأن "الفرج" هو "نهاية الصبر لو طال" وأهمية صلاح النية، وأنخ "سبب راحة البال" وميزة القناعة ورفض الظلم وكره البخل "عيب ونقص قيمة"، ومحذرًا من الاختيال والكبر "من الكبر نفسه مهي مستفيده":
وخلك ذرى ربعك ولإخوانك ظلال
سند لهم عند الظروف الشديدة.
ثم وصل الشاعر للتأكيد على ما بدأ به رابطًا بداية القصيدة بمنتهاها حول التربية مشددًا على أن:
وترى حلاة البنت مسورة الحال
من طاعة الله والنبي مستزيده
والستر ما هو في عباية ولا شال
ولا هي نصايح تنكتب بالجريدة
الستر حفظ الدين حل وترحال
دائم علاقتها مع الله وطيدة.
وختم الشعر بالحديث عن مضي العمر ولكنه "أنا كلي آمال"، مبرزًا أهمية التفاؤل في الحياة وأن هذه القصيدة هي "من صافي الشعر فنجال". لتحفظ كوصية عظيمة.
في هذه القصيدة وكعادته حافظ الشاعر المعروف على تناغم وترابط كبير، ومحتفظًا بما هو أهم وهو التأثير والعمق وترك الأثر في موضوع هو شأن ومحل مسؤولية كل "أب".