استعرضت المملكة أمام الدول المشاركة في معرض المنتدى العالمي للمياه المنعقد في إندونيسيا في الفترة (18 - 25 مايو 2024م)؛ أبرز جهود وخطط منظومة المياه، وأهدافها الإستراتيجية لتحقيق الاستدامة المائية، إضافةً إلى مساهمة المملكة في دعم قضايا وتحديات المياه إقليميًا ودوليًا، وذلك من خلال المعرض المصاحب للمنتدى، الذي اشتمل على عرض لأبرز منتجات، ومنجزات، وابتكارات عددٍ من مكونات منظومة المياه في المملكة.
ويأتي المعرض امتدادًا لما قدمته المملكة في قطاع المياه على مدار عقود من تجربةٍ عالميةٍ رائدة في إنتاج ونقل وتوزيع المياه وابتكار الحلول التقنية لتحدياتها، وإسهاماتها في وضع قضايا المياه على رأس جدول الأعمال الدولية التي تبنتها المملكة، وسعيًا منها لوضع الخطط الإستراتيجية لضمان الأمن المائي؛ لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وشهد المعرض توافد عدد كبير من الزوار والمهتمين من مختلف دول العالم؛ للاطلاع على الابتكارات والتقنيات التي قدمتها السعودية في مجال إدارة الموارد المائية، حيث استعرضت المملكة من خلال المعرض مشاريعها الرائدة في تحلية المياه، وإعادة التدوير، والتقنيات الحديثة المستخدمة في الحفاظ على المياه وترشيد استخدامها.
ولقي المعرض إشادة واسعة بدور المملكة الريادي في هذا المجال، حيث أعرب المشاركون عن تقديرهم للجهود السعودية المبذولة في تحسين جودة المياه، وتطوير تقنيات مبتكرة لتحقيق الاستدامة المائية في وقت تستمر المملكة في تعزيز مكانتها الدولية من خلال تبادل الخبرات والإسهام في الحلول العالمية لمشكلات المياه.
واستعرضت وزارة البيئة والمياه والزراعة خلال المعرض عرضاً مصوراً لقصة المياه في المملكة العربية السعودية، يحكي جهود الدولة في تقديم خدمات المياه منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز الـ سعود وحتى يومنا هذا، والإستراتيجية الوطنية للمياه ونظام المياه، وخطة العرض والطلب، وإدارة الطلب، والحد من الحفر غير النظامي، وإدارة وتنظيم مصادر المياه الجوفية والسطحية، ومخاطر المياه، والدور الذي تقوم به منظومة المياه في المملكة العربية السعودية لتطوير خدمات المياه واستدامتها.
من جهتها، شاركت الشركة السعودية لشراكات المياه في المعرض من خلال جناح استعرض مشاريع الشركة المتنوعة ما بين تحلية المياه المالحة، ومعالجة مياه الصرف الصحي، والنقل والخزن الإستراتيجي، بالإضافة إلى دراسة امكانية تنفيذ السدود بالشراكة مع القطاع الخاص، كما تم استعراض إنجازاتها في تخفيض تكلفة تحلية المياه المالحة لأرقام هي الأقل عالميًا، بالإضافة إلى العديد من الجوائز المحلية والعالمية التي حصدتها الشركة.
من جانبها، استعرضت شركة المياه الوطنية في المعرض تجربتها في إدارة منظومة توزيع مياه الشرب والمعالجة البيئية، حيث تم إبراز الفرص الاستثمارية الواعدة لمحفظة المشاريع الرأسمالية المستقبلية للشركة، وعقود التشغيل والصيانة طويلة الأجل لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي.
وضمن مشاركة شركة نقل وتقنيات المياه، استعرضت الشركة دورها في منظومة المياه في المملكة، حيث تعمل على إدارة وتشغيل وصيانة أطول شبكة نقل مياه في العالم وفق أسس تجارية، كما تعمل على تطوير محفظة مشاريع أنظمة نقل المياه والخزن الإستراتيجي بالشراكة مع القطاع الخاص.
بدورها، قدمت المؤسسة العامة للري خلال المعرض نبذة عن محفظة المشاريع الخمسية للمؤسسة والمبادرات الإستراتيجية، كما استعرضت تجربتها في إعادة الاستخدام ومستهدفاتها حتى عام 2030، وأطر المراقبة الذكية لجودة المياه، ومشاريع المؤسسة بالتحول الرقمي، بالإضافة إلى استعراض تجربتها في تقنية ذكاء الأعمال لإدارة المياه بكفاءة في الزراعة، والتزامها بالمتطلبات الوطنية لحماية البيئة.
واستعرضت الهيئة السعودية للمياه، دورها في الإشراف على تنفيذ التوجهات الإستراتيجية لقطاع المياه، وتخطيط وإدارة الأمن المائي، إضافةً إلى تنظيم وتطوير سلاسل الإمداد المائي، وشهد جناح الهيئة استعراض منتجات ذراعها التدريبي "الأكاديمية السعودية للمياه"، وذراعها البحثي "معهد ابتكار تقنيات المياه والأبحاث المتقدمة".
وتعكس مشاركة المملكة في هذا المنتدى العالمي العاشر للمياه بإندونيسيا التزامها المستمر بتطوير قطاع المياه وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق الاستدامة المائية، كما أكد مضي المملكة قدمًا نحو تحقيق مستهدفات رؤية 2030 التي تركز على الابتكار والاستدامة في جميع قطاعات الحياة، بما في ذلك قطاع المياه الحيوي.