نيابة عن الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ألقى نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، كلمة المملكة في المؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) المنعقد عبر الاتصال المرئي.
وأكد نائب وزير الخارجية من خلال الكلمة التي ألقاها، أن المؤتمر يأتي في مرحلة شهد فيها العالم تحديات كبيرة جراء جائحة فيروس كورونا المستجد التي خلفت آثاراً سلبية على الاقتصاد العالمي وتحديات غير مسبوقة للمجتمع الدولي، مشيراً إلى دعوة المملكة خلال رئاستها مجموعة دول العشرين للعام 2020 م، بأهمية توحيد الجهود الدولية لمكافحة ما ترتب عليه من آثار جائحة كورونا، والقمة الاستثنائية لقادة دول المجموعة وعدد من المنظمات الدولية لتنسيق استجابة دولية لمواجهة هذا التحدي.
وقال إن المملكة شاركت في مؤتمر التعهد العالمي للاستجابة لجائحة كورونا "مبادرة كوفاكس"، ومبادرة تعليق الديون للدول الأشد فقراً، وقدمت العديد من المبادرات والمساهمات منها مبلغ 500 مليون دولار لدعم الجهود الدولية للتصدي لهذه الجائحة، التي خصص منها 100 مليون دولار لدعم جهود التحالف العالمي للقاحات، ومبلغ 150 مليون دولار لدعم تحالف ابتكارات التأهب للأوبئة، ومبلغ 120 مليون دولار لدعم الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الجائحة، ومبلغ 80 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية.
ونوه بأن جهود المملكة لم تقتصر على تقديم الدعم الاقتصادي فقط إذ تهتم بالبيئة والتنمية حيث كانت المملكة من أوائل الدول الموقعة على اتفاقية باريس للمناخ، وقدمت العديد من الإنجازات والمبادرات في مجال التغير المناخي، ليتجسد هذا الحرص بإطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، العديد من المبادرات ذات الصلة منها مبادرة (مدينة ذا لاين) الصديقة للبيئة والخالية من الانبعاثات الكربونية والتلوث البيئي، إضافة إلى مبادرتي (السعودية الخضراء - الشرق الأوسط الأخضر) التي تهدف إلى حماية الأرض والطبيعة ومواجهة الكثير من التحديات البيئية مثل التصحر، ومكافحة التلوث، والحفاظ على الحياة البحرية، وإعادة تأهيل (40) مليون هكتار من الأراضي المتدهورة بزراعة (10) مليارات شجرة داخل المملكة، التي ستمثل إسهام المملكة بأكثر من 4% في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي.
وشدد على أن المملكة تدرك دورها الريادي في دفع عجلة مكافحة تغير المناخ فقد بدأت العمل على مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مع الدول الشقيقة والصديقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والشرق الأوسط لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط واستعادة مساحة تعادل (200) مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.
وأوضح أن مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر قد حظيتا بتأييد من العديد من دول المنطقة والمنظمات الإقليمية والدولية ومنها مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك).