"لا تشعلها أمامهم".. "الصحة العالمية": 100 مليون نسمة ماتوا بسبب التدخين في القرن العشرين

"ابن دليلة": من السلوكيات السيئة أن ترى رجلاً في سيارته أو بيته يدخن أمام زوجته وأبنائه ولا يبالي
مشاري محمد بن دليلة نائب الأمين العام في جمعية عناية
مشاري محمد بن دليلة نائب الأمين العام في جمعية عناية

قال مشاري محمد بن دليلة نائب الأمين العام في جمعية عناية إن حفظ النفس وحفظ المال وحفظ العقل من الضروريات التي حث الشرع على حفظها وعدم تعريضها للهلاك، وأن الله عز وجل خلقنا ورزقنا وأمرنا بأكل الطيبات وحرم علينا الخبائث.

وأضاف "ابن دليلة" أن الشريعة أكدت المحافظة على الجسد والروح التي خلقها الله عز وجل لعبادته، كما حثت على الابتعاد عن كل ما يضر بها، ولذلك قال الله عز وجل {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} وقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار) ومع تقدم القرون اكتشفت البشرية بعض الأشجار والنباتات التي تؤثر سلبًا على الجسد والحياة عند استخدامها الاستخدام السيئ، فمنها ما يكون مخدرًا ومسكرًا ومنها ما يُذهب بالعقل، ومن تلك النباتات نبتة التبغ، ومن الآفات الرائجة على مستوى العالم آفة التدخين بتلك النبتة التي أصبحت في متناول اليد ومتوارثة عبر الأجيال، فيبدأ الفرد التدخين في مرحلة مبكرة من العمر عند البلوغ ظنًا منه أنها الكمال وتعطيه القوة فيكبر على تلك السيجارة وتعتادها نفسه ويصحبها في كل وقت وحين وتكون أنيسه ومبتغاه وهو لا يدري ما هو ضررها وخفاياها السوداء المميتة.

وأشار رئيس جمعية عناية إلى أن منظمة الصحة العالمية نشرت دراسة عام 2008 أكدت فيها أن 100 مليون نسمة ماتوا في القرن العشرين بسبب التدخين وأنه سبب رئيس للأمراض السرطانية وهو من أخطر أنواع الإدمان، حيث يصل النيكوتين إلى مخ المدخن بمعدل ثلاثة أضعاف سرعة وصول الكحول حسب ما ذكرته الدراسات، كما أفادت المنظمة أن المدخن عرضة إلى الوفاة أكثر من غيره بسبب تعاطيه التبغ.

وقال إن موقع وزارة الصحة المصرية أكد أن السيجارة الواحدة تحتوي على أكثر من 4000 مادة كيميائية مضرة منها 43 مادة تسبب السرطان، فيما أشارت منظمة الصحة العالمية والهيئات الطبية إلى أن التدخين هو أكبر خطر على صحة البشر ويعد ثاني أكبر سبب وفاة في العالم، وبعد هذه الحقائق فإن المرء يتعجب من جرأة الرجال والنساء في ممارسة التدخين، وكأن لسان حالهم وما نعلمه من حقائق عن أضراره أنه لم يضر من قبلهم! تجد شبابًا في سن الزهور مقبلاً على الحياة يرفع تلك السيجارة ليل نهار ويحرق جسده وماله من دون مراعاة لنفسه والآخرين، ولم يعلموا بأن التدخين هو بداية لما بعده من المخدرات والشيشة وغيرها من مدمرات الحياة، والبعض للأسف يستسهل تلك الشيشة من الرجال والنساء ولا يدرون أن الواحدة منها تحتوى على كمية من النيكوتين.

وقال إن الرأس الواحد من الشيشة غير المنكهة يعادل 70 سيجارة عادية بحسب موقع مجمع الأمل للصحة النفسية وإنها سبيل للإصابة بسرطانات الشفاه والفم والحلق والرئة والمريء والمعدة والمثانة، كما انها مسببة لأمراض السل نتيجة انتقالها بين الأشخاص، فإلى متى والإقبال على تلك الآفة؟

وأضاف : من المناظر المسيئة أن ترى رجلاً في سيارته أو بيته يدخن أمام زوجته وأبنائه ولا يبالي، فقد ابتلاه الله عز وجل فهو يضر نفسه كما أنه يضر غيره بتلك الأدخنة غير آبه بما يطولهم من الضرر الصحي، حيث ذكرت بعض الدراسات العلمية أن 85 % من دخان السجائر يتصاعد في الجو المحيط به ويتأثر من حوله وبلا شك فإن هذا الدخان المتصاعد يحمل السموم من النيكوتين والقطران والمواد السامة المسرطنة، وهذه الأضرار تلحق الزوجة والأبناء إذا تم التدخين أمامهم ويعزز هذا السلوك الخاطئ ويكون قدوة لهم، غير مستوعب الأضرار اللاحقة التي قد تصيبهم ، وعندما يستمر ذلك المدخن في التدخين حتى يصل إلى "البكت" والاثنين وتهجم عليه الأمراض؛ هنا يعود عقله فيندم ويتحسر حين لا ينفع الندم فقد ذهب ما كان يملكه من أعضاء وورثها قبل أن يموت.

وتابع : من الطرائف أذكر لكم هذه القصة الجميلة لرجل كان يدخن ففي أحد الأيام دخلت عليه ابنته الصغيرة وهي تبكي وتقول يا بابا اتركه أنت عرضة إلى السرطانات والأمراض المميتة أخذنا ذلك في برامج التوعية في المدرسة فاقلع بعدها وترك التدخين ـ والحمد الله ـ ، فهذه من الأمور الحسنة التي تقدمها إدارة التعليم كنصائح لطلابها فلهم مني أجزل الشكر، فالواجب أن نكون جميعًا دعاة خير لغرس القيم والمبادئ الحسنة التي تصنع من أبنائنا جيلاً لديه مناعة ضد كل ما يضر بهم ويدمر حياتهم.

فيا أيها المدخن: المجتمع بحاجة إليك فحافظ على صحتك. ونذكر أخواتنا المدخنات: إن أبناءكن بحاجة إليكن فحافظن على صحتكن واحذرن تلك الشيشة الإلكترونية فهي مدمرة للجسد قد يكون فيها نكهة ذو رائحة جميلة لكنها تنهش من الجسد كما تنهش الضباع من فريستها إذا تمكنت منها وتسرع بذبوله وذوبانه والمضاعفات المرضية المسرطنة.

وفي الختام قال "ابن دليلة" : نقدم جزيل الشكر للقطاعات المحذرة من آفة التدخين كوزارة الصحة والقطاعات غير الربحية كجمعية نقاء وكفى وغيرهم من الذين يبذلون الجهد في التوعية ضد هذه الآفة المميتة التي ضررها يطول الصحة والاقتصاد، فنسأل الله أن يحفظ شعبنا من كل ما يضر بنا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org