
روى الإعلامي ناصر حبتر مذيع قناة الإخبارية السعودية ومراسلها من الحد الجنوبي واليمن على مسرح حكايا المرابطين أمس قصص الوفاء عن إنسانية جنودنا البواسل، مذكرا بأن للبطولات رجالا مبرزا تلك المشاهدات المشرفة لأبطالنا بالحد الجنوبي أو باليمن، مؤكدا بأننا نتمتع بجيش سعودي نظامي يعد من أقوى الجيوش في العالم والذي يتمتع أفراده بخبرات وكفاءات ومعنويات حقيقية وعالية.
وفي التفاصيل وقف حبتر على مسرح حكايا المرابطين مع الإعلامي عمر النشوان ضمن فعاليات "#حكايا_مسك" التي ينظمها مركز المبادرات في مؤسسة مسك الخيرية في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات متحدثا عن دوره في تغطية أحداث عاصفة الحزم وإعادة الأمل.
وفيها علق على مقطع فيديو من إحدى سناباته للحوار مع المقاتل اليمني "أحمد " الذي بترت يده ولايزال بعد إصابته ليوكد له بأن الإصابة لن ثنيه وسيقاتل بعزيمة وإصرار من أجل وطنه ودحر عصابة العملاء الانقلابيين الخائنين لأوطانهم.
وفيما يتعلق بجرائم الحوثيين في استهداف الصحفيين تطرق إلى قصة استشهاد صديقه الإعلامي عبد الله بصاروخ حراري – يدمر منطقة بأكملها لا إنسانا فحسب – وذلك من أجل أنه كان يحمل كاميرا مؤكدا بأنهم لن يستطيعوا إسكات صوت الحقيقة، وقال حبتر: " في اليوم التالي للجريمة ظهرت مباشرة من نفس المكان، وإن استشهد الزميل عبد الله فكلنا عبد الله لأجل نقل الصورة الصادقة المخلصة الأمينة لما نشاهده ".
واستعاد حبتر في هذا الصدد توجيهات قائد القوات المشتركة الفريق الركن الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز قائلا " لا أنسى كلمته في بداية تغطياتي الميدانية: لا نريد مسرحيات لا نحتاج بطولات ليست موجودة على أرض الواقع".
وأضاف بعد لقائي بأحد الضباط المصابين بإصابة بالغة وضع يده بيدي وقال لي " أنت ترفع معنوياتنا " قررت بعدها ألا أترك الحد الجنوبي وأوقفت برنامجي الناجح "لماذا؟".
وردا على الاتهام بأن بعض الاعلاميين يحاول الظهور والتسلق على أكتاف بطولات وتضحيات جنودنا البواسل بالاتفاق مع ذلك. قال: هناك أشخاص يتاجرون بهذه القضية ويكتفون عند الذهاب للحد الجنوبي بالتقاط سيلفي مع الجنود ويعود من حيث أتى وهؤلاء يجب أن يتوقفوا فهو مكان للشرف والتضحيات والبطولات لا مكان للمزايدات!! مضيفا" قبل رمضان حققت جائزة أفضل اعلامي حربي في الوطن العربي من جامعة الدول العربية بحضور وزراء الإعلام وهي أعلى جائزة تمنح لإعلامي سعودي وكان يمكنني الاكتفاء بهذه الجائزة والعودة لمنزلي لكن قررت البقاء في الحد الجنوبي مع أبطالنا البواسل ".
وعن تجربته في التغطية الميدانية من الحد الجنوبي ومن داخل الأراضي اليمنية قال الإعلامي حبتر لـ "سبق": نواجه ظروفا حياتية ومعيشية صعبة وقاسية فقد تنام في واد أو مصنع وقد جربت النوم فيما يشبه الأكياس للجنود لكن دائما وأبدا أقول بأنك نموذج للمواطن الذي لا بد أن يشعر بهذه المعاناة وكل 48 ساعة تهب علينا موجات غبار لا تكاد ترى فيها يدك من شدتها ! وإذا صحوت من نومك تجد أن ارتفاع الرمال إلى درجة كبيرة ومع ذلك الجنود والجميع يعملون في صبر ورضا وهمة وحماسة ولا يتذمرون أو يتأففون!
وحول الانتقادات التي وجهت للإعلام السعودي لعدم مواكبته للأحداث قال الإعلامي حبتر لـ"سبق" : "من بداية الأزمة انطلقنا وقمنا بواجبنا المناط بنا مستدركا : " خليني اعترف وهذه أمانة ، القائمين على الإعلام الحربي في القوات المسلحة خذلوا الإعلام ووزارة الدفاع في بداية الأزمة ، ولكن مع مجيء قائد القوات المشتركة الفريق الركن الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز تغيرت الأمور لأن هذا القائد يعرف مدى قيمة الإعلام ودوره المؤثر في الميدان والجبهات التي يتحركون منها ، وقد أعطانا قوة ودعما كبيرا ولامحدود ولا يضع أمامنا أي حواجز أو محظورات فأنت أمامه جندي برتبة مواطن ولكنك أيضاً إعلامي محترف ، وعليك واجبات تقوم بها ".
وجدد الإعلامي حبتر التحذيرات من تداول مقاطع وصور شظايا الصواريخ والمقذوفات الحوثية قائلا " لا تكن عينا وسببا في إيصال الرسالة للعدو وهو في صنعاء!!.