أماط الروائي الدكتور أشرف فقيه، المختص في مجال الخيال العلمي والفانتازيا التاريخية، اللثام عن الموروث الشعبي في الرواية السعودية والصينية، وذلك في ندوة شهدها جناح المملكة، ضيف شرف معرض بكين الدولي للكتاب بدورته الثلاثين، الذي انطلق الأربعاء في العاصمة الصينية.
وأوضح فقيه "أمضيت في الصين قرابة السنتين، وخلالها اندهشت كثيراً من القواسم المشتركة بين الثقافتين السعودية والصينية، ولاشك أن البحث عن وثائق علمية تؤرخ لبداية العلاقة بين الثقافتين أمر صعب"، مضيفاً "ففي مرويات العرب، فإن ملك مملكة حمير قديماً قاد حملة لاكتشاف الأراضي شرق الجزيرة العربية، حتى وصل لأرض تسمى (التيبت)، نسبة إلى الملك تبع، وهناك قصص تروي أن الجيوش الإسلامية في القرون اللاحقة وجدت نقوشاً تعود لمملكة حمير".
وفي دلالة على العلاقة بين العرب والصين، ذكر الدكتور أشرف فقيه أن العرب أطلقوا على مدينة تشوانتشو اسم «مدينة الزيتون»، وهي تحريف للاسم الصيني القديم للمدينة "تسيتونغ"، المدينة التجارية بمقاطعة فوجيان ولها ميناء على ساحل بحر الصين الجنوبي عند مصب نهر جن، رغم أنه لا علاقة لها بشجرة الزيتون كما يبين ذلك الرحالة ابن بطوطة.
وتابع في حديثه "كان هناك اهتمام صيني بترجمة الآداب العربية، ومنها قصص "ألف ليلة وليلة" التي تتطرق إلى الصين في بعض أحداثها، منها قصة علاء الدين والمصباح السحري، فعلاء الدين كان صينياً، ربما الجني كان عربياً، وأول قصيدة عربية ترجمت للصينية هي قصيدة "البردة" لمحمد بن سعيد البوصيري، أواخر القرن التاسع عشر، في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم".
وفي المقابل، استذكر فقيه تاريخ البحار الصيني المسلم تشنغ خه، أو ما يسمى بالعربية حجي محمود شمس الدين، الذي جاب بأساطيله أرجاء العالم في القرن الخامس عشر، وأجرى سبع رحلات زار فيها البلدان التي تقع على سواحل المحيط الهندي وجنوب آسيا وأفريقيا قبل أكثر من ستمائة عام، وساهم في تقويه العلاقات بين الصين والعرب، وأوفد بعض المسلمين إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وكان يوزع الهدايا مما أنتجته الحضارة الصينية، وساهم في إعجاب العرب بالصين، فنقلوا تجارتهم وثقافتهم إليها.
يشار إلى أن مشاركة المملكة في معرض بكين الدولي للكتاب 2024 تهدف إلى إطلاع الجمهور الصيني على الثقافة السعودية، وتعزيز الحوار التاريخي بين الثقافتين، وتأكيد روابط الصداقة والتعاون في مجالات الأدب والفنون.