رسالة الإعلام - بصورة عامة - أمانة في عنق كل مَن يعمل فيه؛ لأن الإعلام يؤثر تأثيرًا مباشرًا في الرأي العام، سلبًا أو إيجابًا. والصدق والأمانة من مقومات العمل الإعلامي، فإذا فقدهما سوف يفقد احترام وتقدير كل الناس بلا استثناء.
ونحن المسلمين لدينا بصيرة نافذة، نعرف من خلالها الصدق من الكذب؛ لأن المؤمن كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "كيس فطن"، وكما قال عليه أصدق الصلاة وأتم التسليم "اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله".
غير أننا نجد أن "قناة الجزيرة" إذا طبقنا عليها أبسط المبادئ التي يتبعها أي جهاز إعلامي نجدها تخالفها تمامًا؛ فهي قناة اعتادت الكذب، والتلفيق، بل كرست كل جهدها للإساءة للمملكة قيادة وشعبًا في قالب كوميدي هزيل، وتراجيدي مضحك.. وهذا ما يرفضه الشعب السعودي بمختلف فئاته.
إن استهداف "قناة الجزيرة" السعودية ليس استهدافًا للشعب السعودي فحسب، بل استهدافًا للأمتين العربية والإسلامية؛ وذلك لأن السعودية التي تضم أطهر بقعتين مقدستين على وجه الأرض "مكة المكرمة والمدينة المنورة" يلجأ إليها المسلمون من مختلف بقاع الأرض؛ فهي بذلك تمثل قلب العالم الإسلامي النابض، ومركزًا حضاريًّا إسلاميًّا وعربيًّا، تهفو له قلوب كل المسلمين.
لذلك فلا غرابة أن يدافع المسلمون من مختلف دول العالم عن السعودية؛ لأن ما تتعرض له يهم كل مسلم غيور على دينه ومقدساته، ولا يرضى بأن تدنس هذه البقعة الطاهرة المباركة بقول أو فعل من أي جهة مهما كانت.
ورُب ضارة نافعة.. لقد قدمت قناة الجزيرة خدمة كبيرة للمملكة؛ فهجوم هذه القناة البغيضة التي تطلق على نفسها "قناة الجزيرة"، وجزيرة العرب منها براء، قد روَّج للمملكة بطريقة غير مباشرة، وذلك عندما سلطت الضوء على المؤتمرات العالمية، أبرزها مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" متوقعة فشل المؤتمر الذي خيب ظنها؛ ليشهد مشاركة إقليمية ودولية، أذهلت القناة، وكشفت للعالم مدى كذبها وتضليلها.
فالقناة البغيضة كانت تراهن على فشل المؤتمر، ولكنها في نهاية المطاف قد خسرت الرهان؛ لأنها راهنت على جواد خاسر، واستمدت معلوماتها من جهات مضللة عبر كوادرها الفاشلة؛ ففشلت في إكمال سباق الرهان قبل انتهاء الجولة، وسقطت كما سقطت مهنيًّا في الجولات السابقة.
إن نهج "قناة الجزيرة" الذي تنتهجه منذ ربع قرن تقريبًا يعتبر "مهنيًّا في الفتنة".
هو نهج ارتد كيده إلى نحرها؛ إذ إنها انتهجت نهجها الذي يفرق بين الشعوب العربية، ويزرع الفتنة والشتات بين مجتمعاتها، فارتد كيد الكائدين لنحورهم، وها هي قطر تعيش في عزلة، وقناتها التي طالما راهنت عليها خسرت الرهان، وأصبحت أضحوكة أمام العالم.
وها هي عدد من المصادر والأنباء تشير إلى إغلاق القناة في القريب العاجل؛ لأنه ليس لديها ما تقدمه؛ فما قدمته خلق أزمة حقيقية لقطر، وجعلها في موقف لا تحسد عليه، موقف أقل ما يوصف بأنه مُزرٍ ومهين لدولة يفترض فيها أن تعضد من وشائج وعلاقات المجتمعات العربية.
وأنا على ثقة بأن السعوديين عندما يستمعون للروايات والأكاذيب التي تطلقها هذه القناة يضحكون ملء الأشداق؛ لأنها تقدم لنا فواصل من العمل الكوميدي سيئ الإعداد والإخراج في سقطة مهنية، لم يسبق لها مثيل في العالم.
فلتستمر القناة في بثها لكي نشاهد فواصل أخرى من الأفلام الكوميدية الهزيلة التي لا يصدقها حتى الجهلاء.. فيا "قناة الجزيرة" هل من مزيد من الكوميديا والتراجيديا سيئة الإعداد والإخراج!!؟؟