باتت السعودية وجهة مفضلة لأبرز وأهم الأحداث والفعاليات الرياضية العالمية؛ فمن استضافة فعاليات الفورميلا 1، وبطولات السوبر الإسباني والإيطالي لكرة القدم، مرورًا ببطولة "سوبر جلوب" العالمية لكرة اليد، وكأس العالم للأندية لكرة القدم، وفعاليات مصارعة المحترفين.. وغيرها، وصولاً إلى الإعلان عن استضافة كأس العالم 2034.
ولا يخفى على أحد النشاط الكبير الذي أحدثته السعودية - بدعم منقطع النظير من سمو ولي العهد، رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان - على الساحة الرياضية العالمية، فيما يتعلق بتنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى التي تنوعت بين كرة القدم، وسباقات السيارات والراليات، والمصارعة الحرة، والجولف، والملاكمة، والتنس، والشطرنج، والاسكواش، وسباقات الخيل، وكرة اليد.. وغيرها من أحداث عالمية مرموقة.
وتعد تلك الاستضافات جزءًا من برنامج جودة الحياة، أحد برامج تحقيق رؤية 2030، الذي يهدف إلى تعزيز مكانة السعودية مركزًا لاستضافة الفعاليات والبطولات الرياضية إقليميًّا وعالميًّا، وذلك من خلال مبادرة استضافة أو إنشاء العديد من البطولات الرياضية العالمية على مدار العام، وتمكين ودعم الاتحادات المحلية لإنشاء وتنظيم الفعاليات المتعلقة برياضاتهم، وتعزيز المشاركة المحلية في هذه البطولات، إضافة إلى تعزيز المشاركة المجتمعية مع الفعاليات المصاحبة لكل بطولة.
كما أسست السعودية من أجل ذلك صندوق الفعاليات الاستثماري، الذي تأسس بموجب الأمر الملكي الكريم رقم (أ/ 91) في عام 2019م، ويهدف إلى الارتقاء بصناعة الفعاليات في السعودية، وبناء مواقع فريدة لاستضافة فعاليات بمستوى عالمي في قطاعات الثقافة والترفيه والسياحة والرياضة.
ودفعت تلك النجاحات السعودية المتتالية المدعومة بنجاحات أخرى في استضافة الفعاليات الثقافية، والفنية، والترفيهية المتنوعة، إلى إعلان السعودية الدولة المضيفة لمونديال 2034، وهو أكبر حدث كروي في العالم، بعد أن استطاعت السعودية فرض نفسها كوجهة وعاصمة عالمية للرياضات المختلفة.
وتقدمت السعودية بملف قوي من أجل نيل شرف تنظيم الحدث الضخم. واحتوى الملف السعودي على عدد كبير من نقاط القوة والمميزات؛ ما دفع الملفات المنافسة إلى عدم التقدم بطلب مماثل للتنظيم، على الرغم من توجيه "فيفا" الدعوة لدول آسيا ومنطقة أوقيانوسيا لتقديم عروضها لاستضافة البطولة بحلول 31 أكتوبر نظرًا لنيل الملف السعودي ثقتهم وإعجابهم، وهو ما ترك الساحة خالية للمملكة للظفر بالاستضافة باستحقاق.
وجاء الملف السعودي مدفوعًا ومعززًا بإنجازات وطنية كبيرة، حققتها رؤية 2030 بقيادة ولي العهد؛ إذ كانت أهداف الرؤية رياضيًّا واضحة منذ البداية، وذلك عبر التركيز على المبادرات الرياضية والشبابية؛ لتحسين جودة الحياة لدى شرائح المجتمع كافة، وتحقيق أحد أبرز مستهدفات رؤية 2030.
وكذلك تعزيز الاستدامة المالية للقطاع الرياضي، ومساهمته في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال إيجاد فرص وبيئة جاذبة للفعاليات، والاستثمار في القطاع.