الكويت أكبر من الكتاكيت والخونة المرتزقة!

الكويت أكبر من الكتاكيت والخونة المرتزقة!

التزمت دولتان شقيقتان من دول مجلس التعاون الخليجي موقف الحياد في الأزمة بين أغلب دول الخليج ومصر من جهة، وقصر الوجبة من جهة أخرى، رغم كونهما تضررتا بشكل مباشر وغير مباشر من سياسة وخطط ما يسمى تنظيم الحمدين، وما زالتا تتضرران. لا علاقة لي بموقفهما؛ فلكل دولة سياستها ومصالحها ورؤيتها، ولكن الغريب أن أحد مسؤولي ونواب إحدى الدولتين يصر على إقحام رأسه بأزمة، بلده ليس أحد أطرافها، فكلما أسدلنا في السعودية الستار عن الأزمة بصفتها أمرًا صغيرًا جدًّا جدًّا خرج علينا صوت من دولة خليجية عزيزة جدًّا متحدثًا عن أزمة لا تخصه ولا بلاده بشيء.

الكويت الغالية على قلبي شخصيًّا لاعتبارات أسرية، قبل أن تكون غالية على كل السعوديين لاعتبارات قرابة ودم وماضٍ وحاضر ومستقبل واحد، قرر أميرها والدنا جميعًا الشيخ صباح أن لا يكون طرفًا في الأزمة، واختار الحياد متجاهلاً كل محاولات تنظيم الحمدين تحويل بلاده إلى فوضى وساحة صراع للتنظيمات الإرهابية. وكأحد كبار المنطقة توسد ألم خيانة الشقيق، وغض الطرف حتى عن خيانات بعض المسؤولين والنواب بدولته، الذين تطرق لخياناتهم غير مرة رئيس مجلس الأمة الأستاذ مرزوق الغانم، بل ذكر عدد التحويلات البنكية من خارج الكويت التي وصلت لنواب في المجلس بعينهم.

تصريح عضو مجلس الأمة النائب الأستاذة صفاء الهاشم المطالب باستشارتها قبل أن تتخذ دول قرارها بمقاطعة قطر لم يكن التصريح الأول خارج الطبيعي، ولا عجب؛ فقد وصفها شقيقها الأستاذ الإعلامي الكبير فؤاد الهاشم في تصريح فضائي بـ"الكتكوتة" سياسيًّا، وإن كانت النائب مربية الكلاب من القواعد من النساء إلا أنها ما زالت أقل من أن تُستشار سياسيًّا بما يخص سياسة دولتها، فكيف بدول عظمى لها سيادتها وسياساتها التي بالتأكيد لن يضيرها "خربشات كتاكيت السياسة"، أو عودتها للغزل بالوزير المرتزق المعروف بتقليد الممثل القدير "ولد الديرة"، الذي - وبلا خجل حتى من أحفادها - أعلنت من تحت قبة مجلس الأمة أنها ستحمله لكونه خفيفًا على قلبها! وليس بعيدًا عن أسرة الهاشم الموقرة، واجه ويواجه الأستاذ الإعلامي الكبير فؤاد الهاشم، شقيق النائبة صفاء، حملة شرسة من محامي رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم في ساحات القضاء الكويتي؛ بسبب آراء كتبها في مقالاته المنشورة. ولم يكن أبو عبدالرحمن الوحيد، بل حتى بعض مغردي الكويت في "تويتر" لم يسلموا من محامي رئيس الوزراء القطري السابق.. وكما قال أحد الطرفاء في "تويتر" "لو استمررنا بالوضع ذاته قريبًا سيكون نصف مواطني الكويت مسجونين على خلفية قضايا حمد بن جاسم!".

تجاوزت أمثلة عدة من تجاوزات وزراء ومسؤولين ونواب في بلدنا الكويت، واكتفيت بمثال عابر، إلا أن حقيقة اختراق قطر لأغلب الأوساط الكويتية ظاهرة بوضوح لمن ينظر للوضع عن بُعد، بل هي الدولة الخليجية الرائدة في طلب مغردين للأموال علنًا من تنظيم الحمدين للهجوم على السعودية والإمارات في خيانة ليس فقط لأمير الكويت الشيخ صباح، الذي اختار لبلاده موقف الحياد، بل أيضًا خيانة للأعراف والعادات العربية الكريمة والتقاليد الخليجية الراسخة في شعوب أبناء المنطقة.

كانت – وما زالت وستظل - الكويت قِبلة قلوبنا بشيوخها ورجالاتها، وأعلم أن مقالي هذا قد يمنعني من زيارتها مدة، يعز على من يعشق أرض الكويت وأهلها أن يُحرم منها.. وما كتبت ما كتبت إلا عشقًا وغيرة، ولتظل كويتنا دانة الخليج، رغمًا عمَّن يكره!

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org