
أكد الباحث الاستراتيجي في العلاقات الدولية والإقليمية، الدكتور مطير بن سعيد الرويحلي، أن شخصية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز تحظى بإعجاب واحترام محلي وعربي وإقليمي وعالمي كبير، نظرًا لما يتميز به من صفات القيادة والحنكة عبر ثمانية محاور رئيسية.
وقال "الرويحلي" لـ"سبق": ولي العهد صاحب خبرة وقدرة في علم القيادة وإدارة شؤون الدولة بكل جدارة، فسموه صانع للحدث، باحث عن السلام العالمي، وداعم للأمن والتنمية والبناء والازدهار، ويقول ما يعلم، ويفعل ما يقول، وظهر ذلك في اتخاذ القرارات الصعبة والمصيرية بكل ثقة وبكل إصرار وبحكمة وبعد نظر، ينطبق على سموه مقولة أبي جعفر المنصور (إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة، فإن فساد الرأي أن تترددا).
وأضاف: ولي العهد يمتلك كاريزما وشخصية مميزة ويمتلك القدرة على حسن التصرف والإدارة والذكاء الفطري وسرعة البديهة والقدرة على ابتكار الحلول الواقعية والضرورية لقضايا العصر ومشكلاته التي تحتاج إلى شخصيته لتداخلها وترابطها وتعقيداتها.
وأردف: من أهم الشواهد على الصفات القيادية للأمير "محمد بن سلمان" أنه كسب إعجاب العالم في المعالجة الفريدة والقضاء على الفساد المالي التي ارتكابها أشخاص متنفذون في الدولة وفي مناصب عليا، وبعضهم من الأسرة المالكة، وهو ما عرف بـ "قضية الريتز"، ويمكن القول إنه للمرة الأولى في التاريخ التي يتم القضاء على الفساد بهذه الطريقة حتى في الدول الديمقراطية والمتقدمة في العالم.
وتابع: المتعارف عليه لدى عدد من الدول رغم وجود شفافية بدرجة كبيرة في هذه الدول ولكن في حال الاختلاس المالي أو استغلال النفوذ وممارسة الفساد من قبل أشخاص في مناصب عليا في الدول لا يتم الإعلان عن ذلك، بل يتم غض الطرف عنهم وعدم إظهار فسادهم على المستوى الشعبي أو الرسمي، بينما استطاع سموه تحقيق منجز ومكسب كبير للدولة في إعادة هذه الاختلاسات المالية الكبيرة التي قدرت بالمليارات لخزينة الدول.
وقال "الرويحلي": أكسبت هذه المعالجة وبهذه الحكمة لهذه القضية المعقدة والحساسة ثقة المواطنين ودول العالم بسموه وقدرته الفريدة على التعامل الذكي والفعال والمتعقل للقضايا الوطنية بكافة أشكالها وتعقيداتها.
وأضاف: من ناحية ثانية؛ أعجب العالم بالخطة الوطنية والاستراتيجية الطموحة التي أعلن عنها سموه (رؤية المملكة 2030م)، وهي خريطة طريق ومسار واضح للدولة بكافة قطاعاتها وأجهزتها على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية والثقافية، والتي آتت ثمارها وبرزت نتائجها للعيان وأصبحت علامة فارقة للوطن وأحدثت نقلة نوعية على المستوى المعيشي والسلوكي للمواطن وتفانيهم بخدمة الوطن وتحقيق أهداف الرؤية وتم إنجاز وتحقيق مشروعات "نيوم، ذا لاين، مشروع القدية، مشروع البحر الأحمر، مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية، مدينة أوكساجون، طرح أرامكو للاكتتاب العام، الطاقة النووية المتجددة، والخطط الاستراتيجية لمحافظات المملكة ولمدينة الرياض، وأن تكون أكبر عاصمة اقتصادية في العالم، وغير ذلك من المشاريع الطموحة".
وأردف: ثالثًا، أعجب العالم قادة وشعوبًا بالتعامل العفوي والراقي لسموه، سواء مع أعضاء الحكومة أو مع عامة الشعب ومن يلتقيه سموه من المواطنين والتسامح والحزم في الوقت نفسه، فسمو ولي العهد هو خريج مدرسة والده الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يعد ذا مكانة متميزة في المجتمع السعودي خلال فترة امتدت طوال فترة توليه -حفظه الله- لإمارة الرياض في عهد الملوك السابقين.
وتابع: رابعًا، فإن الأمير محمد بن سلمان قائد السلام العالمي، وصاحب مشروع إنهاء الصراعات والنزاعات والتوترات المستمرة منذ عقود داخل منطقة الشرق الأوسط والعالم، وهو مهندس الاتفاق السعودي الإيراني برعاية الصين، المتضمن قرار عودة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، وتفعيل الاتفاقيات الأمنية وغيرها، والداعم الأول لإنهاء القطيعة العربية السورية وإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية ومحاولة إعادة العراق إلى محيطه العربي.
وقال "الرويحلي": خامسًا، عزز سموه المكانة السياسية والاقتصادية للمملكة وجعلها محور حديث واهتمام العالم من خلال المشاريع التي أطلقها سموه، وأصبحت محط أنظار العالم وخصوصًا الشركات العالمية الصناعية والتقنية والتكنولوجية، وسادسًا، أوجد قيمة حقيقية للمملكة من خلال المواقف السياسية مع دول العالم من خلال القضاء على بالمنطقة، كالاتفاق السعودي الإيراني.
وأضاف: سابعًا، استطاع أن يكسر شوكة المتطرفين، وتمكن من فضح أصحاب الفكر الضال، وكشف مصادر دعم الإرهاب، ومن يتبنى عملية تمويل جماعاته ومناصريه أو يؤويهم ويدربهم ويشجعهم ويروج لهم، حيث تم تدمير أفكار المتطرفين وتعطيل مخططاتهم الفاشلة وإشاعة روح الاعتدال والوسطية الإسلامية البعيد عن كل تشدد أو غلو أو تساهل بالمبادئ الإسلامية الأصيلة والقضاء على الحرب الخفية بين التيارات المختلفة والتخوين والإقصاء الأيديولوجي والثقافي.
وتابع: ثامنًا، لقد نجح في تعظيم مكانة الدولة ورمزيتها من خلال المناسبات الوطنية، كاليوم الوطني ويوم التأسيس ويوم العلم، وأن الرمزية الخاصة هي للدولة فقط، وهي الكيان الذي يحترمه الجميع ما يعزز من روح المواطنة المتأصلة في المواطن السعودي المبنية على الاحترام المتبادل بين القيادة والشعب، وهي علاقة أصيلة مبنية على أساس متين من الشريعة الإسلامية انطلاقًا من ذلك حديث "من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"، وعلى السمع والطاعة في المنشط والمكره وألا ينازع الأمر أهله.
واختتم "الرويحلي" بالقول: سمو ولي العهد بالإضافة إلى الرؤية المستقبلية؛ أوجد للمملكة امتدادًا تاريخيًا، باعتبار أن المملكة العربية السعودية الحالية هي امتداد تاريخي للدولة السعودية الأولى، إذ قال سموه إن المملكة موجودة قبل أمريكا بـ 40 عامًا منذ 1727م، وهي نظرة تاريخية عميقة من سموه وتنم عن فهم دقيق للتاريخ، ولا عجب من ذلك فهو ابن وتلميذ سلمان التاريخ والثقافة.