"الرشدان" لـ"الشريان": الدحة لعبة حرب وليست دبكة.. وتراثنا إرث يعزز النسيج الاجتماعي
حذر المحامي والموثق المعروف مشعل الرشدان، من خطورة إثارة الفتن والنعرات والعصبيات، أو محاولة التقليل من شأن الآخرين، أفرادا كانوا أو قبيلة؛ حيث يُعاقب مرتكبها بالسجن 5 سنوات وغرامة تصل إلى 3 ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وذلك بحسب المادة 6 من نظام الجرائم المعلوماتية.
وأشار "الرشدان" في تصريح خاص لـ"سبق"، إلى أن الحكمة من وراء تشديد العقوبة على مرتكب هذه الجريمة، تنطلق من أن مثل هذا التصرف من شأنه المساس بالنظام العام واللحمة الوطنية، فضلاً عن أنه يؤثر سلباً على وحدة النسيج الاجتماعي الذي يحرص ولاة أمرنا -حفظهم الله- على تعزيزه حفاظاً على أمن واستقرار الوطن والمواطن.
وتطرق الرشدان في هذا الصدد، إلى مقطع متداول لأحد البرامج التي بثتها إحدى القنوات الفضائية خلال الأيام القليلة الماضية، والذي يقدمه الإعلامي داوود الشريان، الذي قلل فيه من بعض مظاهر التراث الشعبي لأبناء شمال المملكة، وهو ما يعد إثارة للفتن والنعرات والعصبيات وسط المجتمع السعودي الآمن، الذي يرفض مثل هذه التصرفات الغريبة عليه.
وأوضح "الرشدان" أن المادة السادسة من نظام أمن المعلومات ومكافحة الجرائم المعلوماتية تنص على التالي: "يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل شخص يرتكب أيا من الجرائم المعلوماتية الآتية: إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي".
وأضاف أنه فضلا عن ذلك فإن اليونسكو "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" اعتمدت اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي منذ عام 2003، والتي وقعت عليها السعودية في عام 2008.
وأبدى "الرشدان" أسفه على محاولة الإعلامي داوود الشريان التقليل من قيمة تراثية متوارثة، وهي "الدحة السعودية" التي وصفها هذا الإعلامي جهلا: بأنها مثل دبكة الشوام، وقال: بحق يمثل غاية الجهل بتراث مملكتنا الحبيبة، فالدبكة ليست لها أي علاقة بالدحة، وأيضاً هذا فيه من التطاول على الموروث والهوية والطعن بموروثنا الأصيل.
وتابع الرشدان موجها حديثه للإعلامي داوود الشريان: لتعلم يا داوود أن الدحة السعودية والتي تمثل أحد مظاهر تراثنا الأصيل انطلقت من شمال المملكة، وكانت تمارس قديما لبث الحماسة بين الجنود الأشاوس الذين يدافعون عن عرض وكيان القبيلة، وكان من أبرزها عندما هزمت العرب كسرى فارس في المعركة الشهيرة "ذي قار" التي قادها بنو وائل، وبعد المعارك يصفون ما دار فيها من بطولات وتضحيات.
وأردف: أما الآن فهي تمارس في مناسباتنا الوطنية المختلفة وفي مهرجان الجنادرية والأعياد وغيرها من الاحتفالات، وقدمت كفن رسمي أمام ملوك البلاد وفي المناسبات الرسمية، كما في حفل افتتاح وعد الشمال، الذي تم برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله - وكذلك في حفل تدشين رؤية وزارة الثقافة الأسبوع الماضي.
وأكد المحامي "الرشدان" أن حكومتنا الرشيدة - رعاها الله- ممثلة في جهات الاختصاص القانونية، قادرة على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن عبر إثارة النعرات والفتن، فالنسيج الاجتماعي قوي وقادر على كبح جماح مثل هذه التصرفات النشاز، مضيفاً أن التطاول على موروثنا وهويتنا الأصيلة ومحاولة الطعن فيها، أمر يرفضه أي مواطن غيور.
وختم المحامي والموثق المعروف مشعل الرشدان حديثه لـ"سبق" مطالباً الجهات ذات الاختصاص ممثلة في وزارتي الثقافة، والإعلام والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بوضع ضوابط واشتراطات صارمة تلتزم بها، بصورة عامة الجهات التي تنتج أو تبث برامج ومواد خاصة بتراثنا وموروثنا الشعبي الأصيل؛ لأنه يمثل هوية هذا الوطن وماضيه التليد، الذي لا نقبل التشكيك فيه أو المساس به، خاصة وأن رؤية المملكة 2030 أكدت العمل على إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي وتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي، وذلك من أجل تمكين الجميع من الوصول إليها، بوصفها شاهداً حياً على إرثنا العريق وعلى الدور الفاعل له في مجتمعنا.