في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لا تمر أيامٌ على البلاد، إلا وهناك إنجازٌ، تحقّقه المملكة في مجالٍ ما، ويشهد به العالم، الذي يقرُّ ويعترف بأن رحلة التطور السعودية هي الأسرع والأكبر من نوعها في القرن الحادي والعشرين.
في الذكرى العاشرة لبيعة الملك سلمان، يحق لكل مواطن ومواطنة أن يفخرا بوطنهما، ومسيرة قائدهما، الذي نجح في إعادة صياغة الوطن على أسس راسخة، ومرتكزات قوية، دفعته لأن يكون إحدى الدول المتطورة والمتقدمة؛ ليس على مستوى منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما على مستوى العالم.
وفي الذكرى العاشرة لبيعة خادم الحرمين الشريفين، يزهو الوطن في حزمة من الإنجازات التنموية الشاملة، التي تؤكّد لمَن يهمه الأمر، أن المملكة تحقّق كل ما تسعى إليه من تغييرٍ وتحديث، كيفما تشاء، متسلحة بعزيمة قيادتها الرشيدة، وإصرار شعبها على التغيير، مهما كانت التحديات.
يصادف اليوم (الأحد) مناسبة مرور 10 أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مقاليد الحكم ملكاً للمملكة العربية السعودية. ويحتفي المواطنون ومعهم المقيمون، بهذه المناسبة بقلوبٍ محبة مطمئنة شغوفة بالإنجازات، ممتنة لخير العطاء، في مجالات الحياة كافة، يلامسون بحواسهم التطور الذي تشهده أجهزة الدولة ومؤسساتها في مختلف أنحاء المملكة.
وتمّت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ملكاً للمملكة العربية السعودية في 3 ربيع الآخر 1436هـ؛ الموافق 23 يناير 2015م، بعد أن قضى أكثر من عامين ونصف العام ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء؛ إثر تعيينه في 18 يونيو 2012م، بأمرٍ ملكي كما بقي حينها في منصبه وزيراً للدفاع، وهو المنصب الذي عُيّن فيه في 5 نوفمبر 2011م، وقبل ذلك، كان الملك سلمان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسين عاماً.
ويواصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيّده الله- سلسلة الإنجازات بكل قوةٍ وعزم، سعياً لتوفير حياة هانئة ومستقرة للمواطن الذي يبادله الحب والولاء في صورةٍ جسَّدت أسمى معاني التفاف الرعية حول الراعي.
وستظل ذكرى البيعة، مصدر فخرٍ واعتزاز، لما تحمله من دلالاتٍ وأبعادٍ عميقة، في ظل ما يعيشه المجتمع السعودي الوفي من وحدةٍ وترابطٍ مع قيادته الرشيدة، وما ينعم به من نماءٍ واستقرارٍ ونهضة في هذا الوطن الغالي.
شهدت المملكة منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مزيداً من الإنجازات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة، في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، فضلاً عن الإنجازات في قطاعات التقنيات الحديثة، والذكاء الاصطناعي، والفضاء، وتشكّل في مُجملها إنجازات جليلة، تميّزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته؛ ما يضعها في رقمٍ جديدٍ بين دول العالم المتقدّمة.
مضت 10 سنوات من الانجازات والتقدُّم، شهدت فيها المملكة نهضة تنموية غير مسبوقة في القطاعات الاقتصادية، التعليمية، الصحية، إنجازات كثيرة لا تُحصى، تفوق الحصر والعد، يخلدها تاريخٌ مشرقٌ وممتد.
واستطاعت المملكة خلال السنوات الماضية، أن تحقّق إنجازات اقتصادية وتنموية ضخمة من خلال تنفيذ برامج رؤية المملكة 2030م، التي تمضي منذ أن أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- في عام 2016م بنجاحٍ باهرٍ في جميع المجالات، ونجحت الرؤية في النهوض بالاقتصاد الوطني، بعد أن تجاوز كل التحديات الإقليمية والدولية، محققاً إنجازات نوعية، ليس أولها الارتقاء بالناتج القومي للقطاع غير النفطي إلى نحو 50%، وتقليص نسبة البطالة في البلاد إلى نحو 7% فقط، يُضاف إلى ذلك النجاحات الأخرى التي حقّقتها الرؤية في صناعة اقتصاد قوي، متنوّع في مصادر الدخل، وفي المجالات الاستثمارية المتنوّعة، واستحداث قطاعات لم تنل حقها من الاهتمام والعناية، مثل السياحة والترفيه، مع تطويرٍ للصناعة والزراعة.
ونجحت الرؤية في عهد خادم الحرمين الشريفين، أن تؤسّس لمجتمعٍ مستدامٍ، عبر حزمة مشاريع تنموية، من أبرزها: مدينتا "نيوم" و"القدية"، فضلاً عن المشاريع العملاقة الأخرى، وتطور السياحة ونمائها، والدعم الكبير لجميع فئات المجتمع، التي يفخر بها المواطن، ويعتز بانتمائه للمملكة.
ويتذكر المواطن رأي خادم الحرمين الشريفين في رؤية 2030، عندما قال -حفظه الله- عنها "رؤية المملكة العربية السعودية 2030 هي خارطة طريق لمستقبلٍ أفضل لكل مَن يعيش في هذا الوطن الطموح، فقد أسهمت الرؤية خلال مرحلة البناء والتأسيس في تحقيق مجموعة من الإنجازات على عدة أصعدة، أبرزها: تحسين الخدمات الحكومية، ورفع نسبة التملُّك في قطاع الإسكان، وتطوير قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة، واستقطاب عديدٍ من الاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى تمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع وسوق العمل".
وجاءت أبرز إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على المستوى المحلي، بإصداره قرارات وأوامر ركّز فيها على ترتيب البيت الداخلي للحكم السعودي لضمان انتقالٍ مستقبلي للحكم بكل سلاسةٍ وهدوءٍ، كما جاءت هذه القرارات من خلال عشرات الأوامر الملكية بتنظيم البناء المؤسّسي لإدارة العمل في الدولة بدخول أسماء شابة لمجلس الوزراء، وتأسيس أول مجلسَيْن ؛مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ودمج وزارتَي التعليم العالي والتربية والتعليم في وزارة واحدة، إضافة إلى فتح ملف الإسكان، من خلال ضخ المليارات لهذا القطاع، ودعم الجمعيات التعاونية والجمعيات المهنية المتخصّصة المرخص لها، ودعم كل الأندية الأدبية، ودعم الأندية الرياضية، والعفو عن السجناء في الحق العام، والتسديد عن المطالبين بحقوق مالية، وصرف راتبين لكل موظفي الدولة، وكذلك كانت الأوضاع الإقليمية والعربية والإسلامية والعالمية هاجساً آخر لخادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- لا يقل في اهتمامه عن الشؤون الداخلية للبلاد، من منطلق دوره كقائدٍ إسلامي وعربي، وحرص معظم قادة دول العالم على الالتقاء به، والتباحث في السياسات التي تتعلق بالوضع في المنطقة العربية والعالم، وكان أولهم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما؛ وهو ما يؤكّد الثقل السياسي السعودي ودور الملك سلمان في الحفاظ على استقرار المنطقة.
وفي عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، تحظى المرأة السعودية بعديدٍ من مقومات النجاح التي لا يمكن حصرُها في سطورٍ، إذ تتمتع المرأة السعودية في عهده -حفظه الله- باهتمامٍ ورعاية ومزايا عدة، كما أنها تشارك في مسيرة التنمية الوطنية في عدة مواقع مؤثرة، وذلك عبر شغلها مناصب كبرى في الدولة. وأعطى المرأة السعودية نسبة أكبر في فرص العمل الحكومية ووظائف الدولة في مختلف المراتب والدرجات.
هذا إضافة إلى الكثير من التسهيلات والمميزات والتفاصيل التي تتمتع بها المرأة في هذا العهد الزاهر الميمون.
وعن جهوده في محاربة الفساد، فقد أصدر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- عديداً من القرارات المتعلقة بمكافحة الفساد، معتبراً ذلك مهمة وطنية لحماية المكتسبات والمال العام، فقد سجّلت المملكة العربية السعودية عديداً من النجاحات على الصعيدَيْن المحلي والدولي في مجال مكافحة الفساد؛ نتيجة لما توليه القيادة الرشيدة من اهتمامٍ لهذا الجانب، الذي يترجم الدعم غير المحدود لهيئة الرقابة ومكافحة الفساد «نزاهة» في سبيل تعزيز الجهود الرامية إلى حماية النزاهة ومكافحة الفساد، وما كان لرؤية المملكة 2030 إلاّ أن تبرز الأهمية التي توليها القيادة الرشيدة لمسألة مكافحة الفساد، وتعزيز جوانب الشفافية ومبادئ النزاهة، لتكون من ضمن لوازم تحقيق الرؤية، إذ جاءت الرؤية لتشدّد على ضرورة وضع الشفافية كمنهج للدولة، مؤكدةً عدم التهاون أو التسامح مطلقًا مع الفساد بجميع مستوياته.
ومن أقوال خادم الحرمين الشريفين، في القضاء على الفساد، قوله "القضاء على الفساد واجتثاث جذوره مهمة وطنية جليلة في سبيل الحفاظ على المال العام وحماية المكتسبات الوطنية، ومنع التكسُّب غير المشروع الذي ينافي ما جاء به الشرع الحنيف، وإن الدولة ماضية في نهجها الواضح بمكافحة الفساد والقضاء عليه، والإعلان عن كل قضايا الفساد وما تتوصل إليه التحقيقات بكل شفافية".
ويُعرّف الملك سلمان، بأعماله وجهوده الخيرية الواسعة، حيث أسّس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يهدف إلى تقديم المساعدات للمحتاجين في العالم، وتقديمه عديداً من البرامج والمبادرات الإنسانية وإيصال المساعدات الإغاثية للمستفيدين منها في العالم، كذلك يتولى خادم الحرمين رئاسة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، والرئاسة الفخرية لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية، لرعاية مرضى الفشل الكلوي، والرئاسة الفخرية للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، وغيرها العديد من الجهات، ومنذ عام 1956م، تولّى الملك سلمان رئاسة مجلس إدارة عديدٍ من اللجان الإنسانية والخدماتية التي تولت مسؤوليات أعمال الدعم والإغاثة في الكثير من المناطق المنكوبة حول العالم، سواء المناطق المتضررة بالحروب أو بالكوارث الطبيعية.
ونال خادم الحرمين الشريفين، عن جهوده الإنسانية هذه عديداً من الأوسمة والميداليات من دول عدة، ومنها: الشهادات الفخرية والأوسمة والجوائز، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية في المدينة المنوّرة، والدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة أم القرى في مكة المكرّمة، والدكتوراه الفخرية في الدراسات التاريخية والحضارية من جامعة الملك سعود بالرياض، والدكتوراه الفخرية في مجال تعزيز الوحدة الإسلامية من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، والدكتوراه الفخرية في مجال خدمة القرآن الكريم وعلومه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الملّية الإسلامية في دلهي بالهند، والدكتوراه الفخرية في الحقوق من جامعة واسيدا اليابانية، والدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية من جامعة موسكو، والدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة في مصر، والدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية -خدمة الإسلام والوسطية- من الجامعة الإسلامية بماليزيا، والدكتوراه الفخرية في العلوم من جامعة سراييفو البوسنية للعلوم والتقنية عام 2013م، والدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة مالايا في ماليزيا، والدكتوراه الفخرية من جامعة بكين الصينية، وزمالة بادن باول الكشفية في السويد.
نجح خادم الحرمين الشريفين خلال هذه الفترة القصيرة في إحداث نقلة نوعية في مؤسسات الدولة وسياستيها الخارجية والداخلية، ورد الاعتبار ليس للمملكة فحسب؛ بل للعالم الإسلامي قاطبة، وهو ملك أثبت -منذ اليوم الأول لعهده- أنه قادرٌ على أن يسخّر كل الإمكانات لصياغة خطة طريق جديدة تهيئ لرفاهية الوطن واستقراره، وتسليم زمام القيادة للجيل الجديد نشاطاً ومعاصرة وحيوية متفاعلة مع مُعطيات العصر.
إنجازاتٌ لا حصر لها، فما ذكرناه لا يمثل إلّا القليل، وما يُعلَن يومياً من الكثرة والأهمية ما لا يمكن لمراقبٍ أن يقوم بتتبعه وحصره، لكن ما هو أهم أننا سنكون دائماً وأبداً تحت لواء هذا الملك المُلهم؛ فما زال عنده ما سوف يبشّر به ويعلنه لمواطنيه؛ فطموحه لا ينتهي بما تمّ إعلانه، وقراراته ومراسيمه وأوامره الملكية القادمة سيكون فيها الكثير من الخير للوطن والمواطن -بإذن الله-، فنسأل الله -العلي القدير- أن يحفظ قائدنا ويسدّد خطاه وينصر به الإسلام والمسلمين، ويحفظ وطننا آمناً مطمئناً ويديم علينا نعمة الأمن والاستقرار.