يواصل برنامج "جودة الحياة" إسهاماته في تحسين المشهد الحضري، ورفع جودة الخدمات المقدمة في المدن السعودية من خلال طرحه للعديد من المبادرات التي تُعنى بتنفيذها وزارةُ البلديات والإسكان وغيرها من الجهات التنفيذية ذات العلاقة، وتعمل جميعها على دراسة وتطوير التخطيط العمراني، ومعالجة التشوهات البصرية، ورفع جودة الخدمات في المرافق العامة وتعزيز الأنسنة.
واستطاعت وزارة البلديات والإسكان وتحت مبادرة برنامج جودة الحياة المتعلقة بمشاريع أنسنة المدن والمدن الخضراء، زيادة معدل نصيب الفرد من الساحات والأماكن العامة في بعض الأمانات، بمقدار بلغ 6.16 م2 للفرد، متجاوزة المستهدف المخطط له 4.65م2 للفرد، إضافة إلى زيادة تغطية المدن بالمسطحات الخضراء وبإجمالي عدد حدائق بلغ 8.328 حديقة ومتنزهًا، بمساحة قدرها 161.5 مليون م2؛ فيما بلغ إجمالي عدد الملاعب 5.515 ملعبًا، وغرست أكثر من 24 مليون شجرة، واستحدثت قرابة 222.9 مليون م2 من المساحات الخضراء.. إلى جانب ذلك، فقد زادت عدد المراكز الحضارية لتصل إلى257 مركزًا حضاريًّا، وسجلت عدد ساحات مواقف السيارات زيادة وصلت إلى 4.449 ساحة موقف، وكذلك زادت أعداد ميادين الاحتفالات لتصل إلى649 ميدانًا احتفاليًّا.
وأطلق مشروع "بهجة" في عدة أمانات لتحويل المساحات غير المستغلة إلى مناطق حضرية نشطة لتطوير الحدائق والتدخلات الحضرية في المدن والمناطق السكنية، لتحسين جودة الحياة والرفاهية للسكان.
وشهدت مبادرة تطوير المرافق والتخطيط العمراني لمشاريع الإسكان، إطلاق وزارة البلديات والإسكان بالتعاون مع البرنامج لمبادرة (الضواحي الخضراء)، الهادفة لزراعة 1.2 مليون شجرة في أكثر من 50 مشروعًا سكنيًّا في مختلف مدن المملكة.
وفي ذات السياق، نُفّذت عدد من المبادرات في قطاع التصميم الحضري، من بينها مبادرة إنشاء وتطوير شبكة الطرق الحضرية، التي أسهمت في رفع نسبة رضا المستفيدين عن جودة الطرق؛ إذ بلغ إجمالي المنجز من أطوال الطرق المعبدة نحو 2.499 كيلومترًا طوليًّا، كما استحدث أكثر من 146 ألف عمود للإنارة.. علاوة على ذلك أسست 7 جسور جديدة، ليصل إجمالي الجسور في المملكة حتى نهاية العام الماضي 505 جسور، ونفقًا واحدًا ليصل إجمالي عدد الأنفاق في المملكة 155 نفقًا؛ بينما أنجز 6 جسور للمشاة ليصل عددها الإجمالي إلى 303 جسور.
واستحدثت مبادرة التحول الرقمي في القطاع البلدي، العديدَ من الخدمات الرقمية الجديدة، لرفع كفاءة العمل البلدي وتحسين تجربة العميل؛ من بينها إطلاق خدمة (مستشارك البلدي) التفاعلية المعنية باستعراض الاشتراطات والمتطلبات لإصدار الرخص التجارية، إضافة إلى تدشين ونشر (نظام أساس الموحد) المعنيّ بتخطيط الموارد الحكومية؛ بينما بلغت عدد رخص الأنشطة التجارية الجديدة والمجددة خلال عام 2023 نحو 696.457 رخصة، وشكلت نسبة الرخص الجديدة منها 35.7%، بنسبة نمو بلغت 50% للرخص المجددة، وعلاوة على ذلك حصلت وزارة البلديات والإسكان على نسبة 88.64% في قياس التحول الرقمي الحكومي.
ونظيرًا لهذه الجهود، حصدت منصتا (سكني، وبلدي) التابعتان للوزارة، جائزة الشرق الأوسط للتميز التكنولوجي عن فئتي" الخدمات عبر الإنترنت، وتكنولوجيا العقارات" للفئات الحكومية. كما حصدت أيضًا جائزة التميز من القمة العالمية لمجتمع المعلومات WSIS عن مشروع "منصة بلدي- منصة المدينة الرقمية".
وضمن مبادرة تحسين تجربة العميل الهادفة لتحسين تجربة العملاء في كل من القطاعين البلدي والسكني، حصدت الوزارة أيضًا ست جوائز منها جائزة ذهبية، وخمس جوائز في النسخة الأولى من جائزة تجربة العميل السعودية.. وفي إنجاز غير مسبوق وصلت نسبة رضا المستخدمين عن المنصات الرقمية 86%؛ حيث انخفضت نسبة الشكاوى إلى 0.9% من إجمالي حجم الطلبات البالغة 8.5 ملايين طلب.
وتحت مظلة مبادرة إنشاء وتطوير المباني والمرافق البلدية، شَهِد العام الماضي العديد من الإنجازات، كان أبرزها: إطلاق مراكز مراقبة وإنقاذ على شاطئ العقير، وتدشين إدارة الحركة والكراج المركزي بمساحة 6000 م2، بالإضافة إلى الانتهاء من أعمال إنشاء مبنى المختبر في تبوك بمساحة 1200 م2، وبناء منصة لقياس أداء مقاول الصيانة وربطها بمنصة بلدي.
وفيما يتعلق بمبادرة تطوير منظومة استثمار العقار البلدي، الهادفة لتشجيع القطاع الخاص وتسهيل الإجراءات على المستثمرين، وتعزيز العائد من الأصول البلدية والاستغلال الأمثل للموارد؛ حققت العديد من الإنجازات خلال عام 2023، كان أبرزها إقامة ملتقى (فرص) للاستثمار البلدي بمشاركة 67 جهة، والذي شهد الإعلان عن فرص استثمارية كبرى وتوقيع اتفاقيات تجاوزت قيمتها 12 مليار ريال، وإطلاق أكثر من 30 خدمة استثمارية استراتيجية من خلال بوابة فرص، بالإضافة إلى توقيع أكثر من 5700 عقد من قِبَل مختلف الأمانات والجهات، وتمكين 12 جهة من طرح وإدارة فرصها الاستثمارية والعقارية، وبلغ عدد الجهات الحكومية المسجلة في منصة فرص حوالى 303 منشآت، كما بلغ عدد المشاريع الحاصلة على شهادة "أجود" العام الماضي 15 مشروعًا بنسبة إنجاز بلغت 100%، وسجلت المساكن الجماعية المرخصة زيادة وصلت إلى 7466 مسكنًا جماعيًّا؛ حيث ارتفعت الطاقة الاستيعابية للمساكن المرخصة إلى 1.140.321 سريرًا.
وانطلاقًا من الهدف الاستراتيجي للبرنامج في تحسين الظروف المعيشية للوافدين، شهدت مبادرة تنظيم قطاع سكن العمال الوافدين في جميع أنحاء المملكة، تحقيق العديد من الإنجازات التي نفّذتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، من بينها: اكتمال آليات حوكمة العمل بين الجهات الحكومية ذات العلاقة في تنظيم القطاع، والانتهاء من عمليات خصخصة خدمة ترخيص سكن العمالة من خلال المكاتب الهندسية، وضمن مبادرة تطوير الخدمات المخصصة للوافدين الهادفة لتحقيق أعلى مستويات الرضا وتحسين الظروف المعيشية لهم؛ أُصدِر دليل شامل للخدمات المقدمة بعد تطويره؛ وذلك بهدف معرفة الحقوق والواجبات والأنظمة
والقوانين. بالإضافة إلى تفعيل منظومة رضى المستفيد في جميع الجهات الحكومية. وكذلك دشنت خدمة صوت المستفيدين لتمكينهم من مشاركة الآراء والملاحظات حول جودة الخدمات المقدمة بشكل فوري. علاوة على ذلك زُوِّد مركز العناية بالمستفيد بميزة التسجيل المرئي والمسموع؛ ليتم رفع جودة الخدمات، وتعزيز الشفافية لمعالجة التحديات في المركز.
يشار إلى أن برنامج جودة الحياة يتطلع إلى تحسين المشهد الحضري في المدن السعودية، والمساهمة في تطوير البنية التحتية باستخدام التقنيات الحديثة للمدن الذكية، وتضمين العنصر الجمالي بما يتسق مع هويات المناطق كبعد أساسي يعزز الهوية العمرانية المحلية لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة وتوفير الخدمات اللازمة لحياة السكان وتوزيعها بشكل مناسب لتحقيق التجانس مع النسيج الحضري للمدن.