تبذل الحكومة السعودية الرشيدة جهودًا كبيرة لتكون رياضتنا في موقع مرموق بين الدول التي سبقتنا بمراحل؛ إذ سعت إلى جلب الكثير من الفعاليات العالمية إلى بلادنا، كان آخرها سباق السعودية للفروسية الذي شاركت فيه أمريكا وعدد من الدول الأوروبية واليابان، وبعض دول الخليج، وحقق نجاحًا كبيرًا، أبهر الكثيرين في العالم. وقد شرف ذلك سمو ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الداعم الأول الذي يقف خلف كل هذه الإنجازات، بحضوره وتتويج الفائزين؛ ليكون النجاح أكبر وأشمل، فكان له ما أراد، وفاز الأمير عبدالرحمن بن عبدالله الفيصل بكأس السعودية، ونجحت السعودية –كالعادة- في التنظيم، وهكذا في بقية الرياضات الأخرى، كسباق السيارات والمصارعة وغيرها. كذلك تم صرف مئات الملايين من الريالات على الألعاب المختلفة في جميع أندية الوطن، خاصة كرة القدم التي كلما حاولنا تحسين مركزنا العالمي عدنا إلى الوراء بسبب ضعف التخطيط الذي لا يرتقي إلى مستوى ما تنفقه الدولة، وأصبح الميول يطغى في العمل، وصاحب ذلك انحدار في سلوك بعض الإعلام الرياضي الذي اتجه إلى مستوى متدنٍّ من الروح الرياضية، التي تسعى الدولة إلى تحقيقها.
لقد ظهر لنا في السنوات الأخيرة إعلام متحيز، ينظر إلى رياضة الوطن بعين واحدة؛ فأصبحت الشتائم غاية لكل الذين تعودوا عليها. وبعض الإعلاميين -هداهم الله- يبحث عن انتصار شخصي بغض النظر عن صدق عباراته، سواء في الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء، وظهر لنا إعلاميون ليس لديهم إلا الهدم؛ فهم ينتقون من العبارات أسوأها ظنًّا منهم أنهم بذلك يحققون لأنفسهم مكانًا مرموقًا في الإعلام، وما علموا أنهم يسقطون في نظر جماهيرهم الذين يعلمون حقيقة الأمر؛ فجماهير اليوم أصبحت تعي كل ما يحدث حتى وإن مررت المعلومة أو أيدتها. وللأسف فإن هؤلاء الإعلاميين اتخذوا بعض القنوات الحكومية منبرًا لأطروحاتهم وتحليلاتهم، وقد كانوا أقلية وأصبحوا اليوم أكثرية.
إننا في حاجة إلى غربلة الإعلام الرياضي، والاكتفاء بالصفوة الذين يغلّبون مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، وهم كُثر -والحمد لله-. فالإعلام الذي نشاهده يشاهده غيرنا في العالم، فإن كان إعلامًا نزيهًا أنصفوه وأيدوه ،وإن كان غير ذلك احتقروه وأسقطوه.
وأخيرًا، فإننا ننتظر تغييرًا شاملاً إذا أردنا لرياضتنا الانتصار والرقي.