تشهد هذه الفترة عدة أحداث فلكية مميزة، وهي ظهور مذنب لامع نسبيًا يوصف بأنه مذنب العام2021 لأنه ألمع وأوضح مذنب ظهر هذه السنة لغاية الآن، وحدوث كسوف كلي للشمس يُشاهد من القارة القطبية الجنوبية، وتحري هلال شهر جمادى الأولى يوم السبت 04 ديسمبر.
وقال المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، في بيانٍ ورد "سبق": يظهر في السماء الآن مذنب لامع نسبيًا يمكن مشاهدته باستخدام المنظار، وقد يزداد لمعانه خلال الأيام القليلة القادمة ليصبح على حدود الرؤية بالعين المجردة من مكانٍ مظلم، ويسمى مذنب "ليونارد" (C/2021 A1 Leonard) نسبةً لمكتشفه "جريجوري ليونارد" الذي اكتشفه يوم 03 يناير 2021م باستخدام مرصد "ماونت ليمون" في ولاية أريزونا الأمريكية.
وأضاف: يمكن رؤيته الآن في جهة الشرق قبل طلوع الفجر، وهو يلمع من القدر السادس ما بين نجوم مجموعة العواء، وبالتأكيد ستحتاج إلى منظار ولمعرفة موقعه بالضبط حتى تتمكن من رؤيته، وبمرور الأيام سيزداد لمعانًا ولكنه سيصبح أقرب من الأفق مع طلوع الفجر، لتصبح رؤيته صعبة بعد يوم 09 ديسمبر بسبب اقترابه من الشمس حيث سيختفي فترة في وهجها ليعود بالظهور مرةً أخرى بعد يوم15 ديسمبر في جهة الغرب بعد غروب الشمس.
وأردف "عودة": سيصل المذنب إلى أقرب نقطة من الأرض يوم 12 ديسمبر ليكون على مسافة 35 مليون كم منها، وسيصل لأقرب نقطة من الشمس يوم 03 يناير 2022م ليكون على بعد 92 مليون كم منها، ومن المتوقع أن يزداد لمعان المذنب خلال الفترة ما بين 10 و16 ديسمبر، ليصل إلى ذروة لمعانه يوم 13 ديسمبر ويلمع من القدر 4 حينئذٍ، وهذا لمعان يسمح برؤيته بصعوبة بالعين المجردة من مكان مظلم تمامًا. وعلى الراصد أن يوازن بين فترة ذروة لمعانه وبين موقعه من الشمس والأفق.
وأما بالنسبة للكسوف الشمسي، فقد أكد مدير مركز الفلك الدولي أن الأرض تشهد يوم غدٍ السبت 4 ديسمبر كسوفًا كليًا للشمس، وسيكون مشاهدًا من القارة القطبية الجنوبية فقط، في حين ستشهد أجزاء بسيطة جدًا من جنوب قارة أفريقيا وجنوب قارة أستراليا الكسوف ككسوف جزئي. أما باقي مناطق العالم فلن تشاهد الكسوف إطلاقا، وسيبدأ الكسوف في الساعة 05:29 صباحًا وينتهي في الساعة 09:37 صباحًا بتوقيت غرينتش.
وأضاف : بما أن الكسوف هو نفسه طور المحاق وهو بمثابة اقتران مرئي للقمر، فهذا يعني أن يوم غدٍ السبت 04 ديسمبر هو يوم تحري هلال شهر جمادى الأولى في معظم الدول الإسلامية، وحيث إن كسوف الشمس سيحدث قبل غروب الشمس بفترة بسيطة في جميع الدول الإسلامية، فإن رؤية الهلال يوم السبت غير ممكنة من أي منطقة في العالم الإسلامي لا بالعين المجردة ولا بالتلسكوب، ولا حتى باستخدام تقنية التصوير الفلكي من معظم مناطق العالم الإسلامي، وعليه من المفترض أن تكمل الدول الإسلامية عدة شهر ربيع الآخر ثلاثين يومًا، ويكون يوم الاثنين أول أيام شهر جمادى الأولى.
وأورد الفلكي "عودة" قيم الهلال يوم السبت 04 ديسمبر في بعض المدن العربية والإسلامية: في جاكرتا وبغداد سيغيب القمر بعد 4 دقائق من غروب الشمس، وفي الكويت وبيرو تبعد 5 دقائق، وفي أبو ظبي ومسقط والدوحة والمنامة وعمّان ودمشق بعد 6 دقائق، وفي الرياض والقدس بعد 7 دقائق، وفي القاهرة وتونس بعد 8 دقائق، وفي طرابلس والجزائر بعد 9 دقائق، وفي صنعاء بعد 11 دقيقة، وفي الخرطوم والرباط بعد12 دقيقة، وفي نواكشوط بعد 19 دقيقة. مشيرًا إلى الرؤية اليوم السبت من جميع المناطق السابقة غير ممكنة بالتلسكوب أو بالعين المجردة، وأن أقل مكث لهلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة، أما أقل عمر هلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة فكان 15 ساعة و33 دقيقة. ولا يكفي أن يزيد مكث الهلال وعمره عن هذه القيم لتمكن رؤيته، إذ إن رؤية الهلال متعلقة بعوامل أخرى كبعده الزاوي عن الشمس وبعده عن الأفق لحظة رصده.
وللتعرف على نتائج رصد الهلال، يمكن زيارة موقع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة التابع لمركز الفلك الدولي على شبكة الإنترنت للاطلاع على نتائج تحري الهلال من قبل أعضاء المشروع المنتشرين في مختلف مناطق العالم. وأنشئ المشروع عام 1998م ويضم حاليًا أكثر من 800 عضو من علماء ومهتمين برصد الأهلّة وحساب التقاويم.
ويشجع المشروع المهتمين في مختلف دول العالم على تحري الهلال وإرسال نتائج رصدهم إلى المشروع عن طريق موقعه على شبكة الإنترنت، حيث تنشر تباعًا بعد تدقيقها وتمحيصها.