تعيش بلادنا هذه الأيام ذكرى محببة لقلوب أبناء شعبها كافة، هي الذكرى السابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – في لحظة مفصلية من تاريخ المملكة العربية السعودية، سجَّل فيها التاريخ بأحرف من نور مسيرة متواصلة من البذل والعطاء الذي قدمته هذه القيادة الرشيدة التي تسابق الزمن لأجل ترقية مستوى معيشة شعبها، وضمان مستقبل أفضل لأجياله القادمة.
في مثل هذا اليوم قبل سبع سنوات كتب الله لهذه البلاد فصلاً جديدًا في تاريخها بمبايعة الشعب لقائده، ولم تكد تمرُّ فترة قصيرة حتى بدأت بشائر الخير العميم تلوح في الأفق؛ وذلك عطفًا على ما أظهره الملك سلمان من حنكة متفردة، ورؤية ثاقبة، وحكمة فائقة، وخبرات نوعية، اكتسبها خلال فترة عمله التي امتدت خلال العقود الثاقبة.
وظَّف الملك كل قدراته، وسخَّر إمكاناته القيادية الهائلة لما فيه مصلحة شعبه، وبذل من الجهد الشيء الكثير، حتى تبوأت السعودية – بفضل الله أولاً، ثم بسبب تلك الجهود - مكانة متميزة بين الدول، وقطعت شوطًا كبيرًا في ميادين النهضة والرقي، واكتسبت احترام العالم أجمع بسبب سياستها المتوازنة التي تقوم على عدم التدخل السالب في شؤون الغير، وزادت من إسهاماتها الإنسانية للدول الشقيقة والصديقة كافة.
في ميادين الاقتصاد والتنمية حققت السعودية ما يعجز اللسان عن ذكره، والقلم عن كتابته؛ لأنها سلسلة طويلة من الإنجازات والرقي والتقدم، فالمشاريع التي يجري تنفيذها في الوقت الحالي هي مشاريع نوعية، تهدف إلى تطوير الاقتصاد، وزيادة الدخل القومي، واستنباط مصادر جديدة للدخل عوضًا عن الاعتماد على النفط كمصدر وحيد، مع التركيز على توطين التقنية، والاهتمام بجوانب الذكاء الاصطناعي واقتصاد المعرفة.
وفي المجال الاجتماعي تسعى الدولة إلى تطوير المجتمع وترقيته، وتحويله إلى حالة أفضل.. وتحرص على تحقيق العدالة بين جميع المواطنين. ولتحقيق هذا الهدف شنت حربًا شعواء على مكامن الفساد المالي والإداري، واستهدفت أولئك الذين استحلوا لأنفسهم الاستيلاء على المال العام دون وجه حق، وقطعت تلك الجهود شوطًا بعيدًا بعد أن تمت مراجعة العمل في مرافق الدولة ووزاراتها كافة. وشددت القيادة على أنه لا يوجد هناك من هو فوق القانون أو أكبر من المحاسبة.
كذلك استطاعت السعودية القضاء على آفة الإرهاب بعد أن اختارت لنفسها وصفة ناجحة، جمعت بين العمل الأمني الحازم، والمراجعات الفكرية الرصينة التي قام بها ثلة من العلماء والأخصائيين النفسيين ووجهاء المجتمع. وأفلحت تلك الجهود في إزالة الغشاوة التي كانت تسيطر على كثير من المغرر بهم، وإعادتهم إلى المجتمع من جديد.
كما وجّهت الأجهزة الأمنية ضربات استباقية ساحقة لمجاميع التطرف والإرهاب، وألحقت بها الهزيمة، واجتثت شرورها. ونالت التجربة السعودية إعجاب دول العالم كافة لدرجة أن وفودًا دولية زارت السعودية، وطلبت الاطلاع على تفاصيل هذه التجربة، وسعت إلى تطبيقها في بلدانها.
وكما ذكرت في مقدمة المقال، فإن المكاسب أكبر من أن يتم حصرها في مثل هذه المساحة، وما ذكرته عبارة عن نماذج بسيطة، لكن الأمانة تقتضي القول إن هذه الإنجازات ما كان لها أن تتحقق بهذه الطريقة المثالية لولا إقرار رؤية السعودية 2030 التي يقف وراءها سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله –، وهي عبارة عن جهد سعودي خالص، ورؤية علمية، امتازت بالواقعية الشديدة، وهدفت إلى تطوير جوانب الحياة كافة.
وبما أن بلادنا تتعرض باستمرار إلى استهداف متواصل من دوائر لا تريد لها التطور والنماء، فإن الواجب يقتضي منا في هذه المناسبة أن نبادر إلى المزيد من الالتفاف حول القيادة الحكيمة، وتقديم الولاء والطاعة لها، وتعزيز قيم الانتماء لهذه البلاد المباركة التي هي مهوى أفئدة المسلمين في دول العالم كافة؛ وبذلك نكون قد رددنا الدَّين لتلك القيادة التي لا تستحق منا سوى المحبة والتقدير والتبجيل، ومقابلة جهدها بالوفاء.