بعد 74 عاماً على تأسيسها.. جدل المؤيدين والناقمين.. هل حققت الجامعة العربية أهدافها؟

بدأت بـ7 دول.. واختير اسمها من بين 3 مسميات
بعد 74 عاماً على تأسيسها.. جدل المؤيدين والناقمين.. هل حققت الجامعة العربية أهدافها؟
تم النشر في

يواكب انعقاد القمة العربية الثلاثين التي تنطلق في تونس غداً الأحد، الذكرى 74 لإنشاء جامعة الدول العربية، التي تأسست فعلياً في 22 مارس 1945 بالتوقيع على الصيغة النهائية لنص ميثاق جامعة الدول العربية، فما الظروف التي أدت إلى تأسيس جامعة الدول العربية؟ وما عدد الدول المؤسسة لها في البداية؟ وما المسميات التي طرحت لها؟ وما النتائج التي حققتها الجامعة طيلة ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن منذ تأسيسها؟

إرهاصات التأسيس

تبلورت فكرة إنشاء الجامعة العربية نتيجة حراك فكري وسياسي منذ أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، إذ دعا المفكرون العرب إلى تشكيل إطار وحدوي يجمع الدول العربية، ويعبر عن طموحات شعوبها في التحرر والاستقلال والوحدة، وظهرت أولى المظاهر السياسية الداعية إلى إنشاء كيان يمثل العرب عام 1908 في مواجهة طغيان الدولة العثمانية على العرب، وهيمنة العنصرية الطورانية على الأتراك ضد بقية مكونات القوميات المنضوية في إطار الدولة العثمانية، لكن الحراك السياسي اقتصر في هذه المرحلة على جمعيات عربية غير رسمية وأحزاب سياسية، استطاعت تنظيم صفوفها وعقد المؤتمر العربي الأول في باريس عام 1913.

وعلى إثر تطور الوعي العربي في اتجاه تحقيق الوحدة العربية، دعت مصر في الخامس من أغسطس 1942 كلاً من العراق والسعودية وسوريا ولبنان واليمن وشرق الأردن، إلى إيفاد مندوبين عنها لتبادل الرأي في موضوع الوحدة، وتشكلت بحسب وثائق الجامعة العربية، من هؤلاء المندوبين بالإضافة إلى ممثل من عرب فلسطين، لجنة تحضيرية عقدت اجتماعاتها على امتداد أسبوعين في مدينة الإسكندرية.

مشاورات الميثاق

وبدأت مرحلة عرفت باسم "مشاورات الوحدة العربية"، انتهت في السابع من أكتوبر 1944 إلى توقيع "بروتوكول الإسكندرية" من قبل رؤساء حكومات: مصر، وسوريا، والعراق، ولبنان، وشرق الأردن، فيما أرجأ وفدا السعودية واليمن التوقيع إلى ما بعد إطلاع حكومتيهما على نص البروتوكول، فوقعت السعودية على هذه الوثيقة في الثالث من يناير 1945، بينما وقّع اليمن في الخامس من فبراير 1945، فأنهت لجنة المشاورات أعمالها بعد ستة عشر اجتماعاً عقدتها في مقر وزارة الخارجية المصرية في الإسكندرية.

وتضم جامعة الدول العربية في الوقت الحالي 22 دولة، لكنها عند التأسيس لم تكن تشمل غير سبع دول فقط هي الدول العربية المستقلة سياسياً في ذلك الوقت، إذ وقّع على ميثاق جامعة الدول العربية يوم إنشائها كل من: مصر، والعراق، وسوريا، ولبنان، وشرق الأردن، ووقعت السعودية على النسخة الأصلية للميثاق فيما بعد، وكذلك اليمن، وقد طرحت للجامعة العربية ثلاث مسميات هي "التحالف العربي" و"الاتحاد العربي" و"الجامعة العربية"، وبعد مناقشات مستفيضة استقر رأي اللجنة على مسمى جامعة الدول العربية الذي تحمله الجامعة إلى الآن.

تباينات المواقف

وأصبحت الجامعة العربية مثار جدل بين العرب، فهناك من يرى أنها لم تحقق الأهداف المنصوص عليها في ميثاق التأسيس، الذي بدأ سريان مفعوله في العاشر من مايو (أيار) 1945، وشملت المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والصحية والمواصلات ومن بين هؤلاء من لا يرى أي خسارة في إلغاء الجامعة العربية.

ويعتبر البعض الآخر أن استمرار الجامعة يعد في حد ذاته نتيجة جيدة في ظل التحديات الجسيمة التي واجهتها الأمة العربية، وأنها رغم ضعف أدائها تظل معبرة عن وجود إرادة عربية في تحقيق أهداف الجامعة وأن ما لم يتحقق في السابق يمكن تحقيقه لاحقاً، ويدعون في سبيل ذلك إلى تفعيل دورها وتطويره لتحقق الأهداف التي أنشئت جامعة الدول العربية من أجلها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org