أكد المتخصص في الموارد البشرية طايل العضياني أن سوق العمل لا تغفل أهمية العرض والطلب بين الموظف والوظيفة لحاجة كل منهم إلى الأخر، ولأهمية التوازن بينهما من خلال إدارة الموارد البشرية، ولذا فإن المنظمات تحتاج إلى الموظف ذي الكفاءة والإنتاجية العالية حتى تضمن استمرار الإنتاج وتحقيق الأهداف، والموظف يحتاج إلى الوظيفة التي تلبي احتياجاته وتنعكس عليه بحياة كريمة.
وأضاف من هنا ولأهمية الصحة النفسية في بيئة العمل ودورها المهم لمصلحة الموظف والوظيفة فإنه يتوجب الاهتمام بعدة عوامل ومن أهمها مناقشة آثار التظلمات، وعدم العدالة أو التمييز بين الموظفين في الإدارات، لأنها تخلق بيئة سلبية لعدم تحقيق الرضا الوظيفي وتؤثر على إنتاجية المنظمات بشكل عام.
وأشار العضياني إلى أن كل ما سبق يأتي في أهمية دور إدارات الموارد البشرية في تحقيق الرضا الوظيفي وحفاظها على حقوق الموظف، وكذلك المحافظة على ثقافة وتوجهات المنظمة وخطتها الإستراتيجية، وذلك بعمل متابعة إدارية تتضمن علاقة المدير أو المسؤول المباشر بالمرؤوسين وذلك بشكل دائم حتى لا تقع الإدارة في صراعات تتأثر من خلالها إنتاجية المنظمة وتضعف بسبب تدمير روح الفريق وتنشأ الخلافات بين الموظفين وتتشوه سمعة المنظمة.
وأوضح العضياني أن متابعة المسؤولين في الموارد البشرية لقرارات مديري الإدارات ومدى شفافيتها ومدى عدالتها وعدالة نتائج تقييم الأداء يعد من أهم المؤشرات في تحسين بيئة العمل، حتى تكون جاذبة لاستقطاب الكفاءات من الخارج وللمحافظة على بقاء الكفاءات البشرية وعدم التسرب الوظيفي من الداخل، كما تشير العديد من الدراسات إلى أن أغلب استقالات الموظفين تعود إلى أسباب المدير المباشر، وهذا ما يكشفه استطلاع حديث قامت به شركة GoodHire لخدمات التوظيف والذي شمل 3000 عامل قال إن 82% يفكرون بالاستقالة بسبب المدير السيئ. وإلى هنا فإن المسؤولين في إدارات الموارد البشرية معنيون بتحقيق الرضا الوظيفي متضمنًا تحقيق العدالة الإدارية في بيئة العمل وذلك بمتابعة جميع إدارات المنظمة، ومن خلالهم يجب العدالة في التطوير والتدريب، وفي المقابل المالي للموظفين، وفي التكليفات، وكذلك في مراعاة الظروف الشخصية، وفي النقد، والعدالة في ثقافة التكريم والتقدير.