تتصدر المملكة قطاع الترفيه الرقمي في منطقة الخليج؛ حيث أظهرت البيانات أن المملكة استحوذت على أكثر من 58% من إجمالي عائدات قطاع الوسائط الرقمية في دول الخليج العربي خلال عام 2022، بقيمة تصل إلى حوالى 2.17 مليار دولار من إجمالي العائدات البالغة 3.72 مليارات دولار.
وتبرز المملكة بشكل واضح في قطاع ألعاب الفيديو؛ حيث بلغت عائدات سوق ألعاب الفيديو في المملكة، أكثرَ من ضعف حجم العائدات في بقية دول الخليج في العام ذاته، مسجلة 1.75 مليار دولار مقارنة بـ635.9 مليون دولار لدول الخليج الأخرى.
وشهدت عائدات سوق صناعة ألعاب الفيديو الإلكترونية في المملكة ارتفاعًا كبيرًا؛ إذ قفزت إلى نحو 816 مليون دولار خلال ثلاث سنوات فقط، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالى 23.38% بين عاميْ 2019 و2022.
وتحتل ألعاب الهواتف المحمولة المرتبة الأولى من حيث الربحية في فئة ألعاب الفيديو؛ حيث حققت نحو 1.7 مليار دولار في عام 2022؛ وهو ما يمثل حوالى 80% من إجمالي إيرادات قطاع ألعاب الفيديو.
ولفت تقرير الترفيه في العصر الرقمي الصادر عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، إلى أن قطاع الفيديو يتصدر قائمة أكبر عدد من المستخدمين النشطين للوسائط الرقمية في المملكة؛ حيث بلغ عدد مستخدمي منصات الفيديو عند الطلب حوالى 12.98 مليون مستخدم في عام 2022، مقارنة بـ9.59 ملايين مستخدم في عام 2017. ويعزى هذا النمو إلى إدخال تقنيات الجيل الخامس من الاتصالات التي ساهمت في زيادة معدلات نمو صناعة الفيديو حسب الطلب.
وتسعى المملكة جادة في تعزيز التحول الرقمي ودعم التقنيات الناشئة، مع التركيز على رفع القدرة التنافسية في تبني تقنيات التحول الرقمي. وتلعب وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات دورًا محوريًّا في تطوير هذا القطاع؛ حيث بلغ حجم سوق الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة نحو 42 مليار دولار في عام 2022، مع هدف الوزارة في تنمية قطاع تقنية المعلومات بنسبة 50%.
ويتيح الذكاء الاصطناعي تحسين التفاعل الشخصي مع المحتوى الترفيهي من خلال التوصيات الذكية وتحليل سلوك المستخدمين؛ في حين يساهم الواقع المعزز والواقع الافتراضي في خلق تجارب ترفيهية غامرة تزيد من التفاعل والتشويق؛ مما يعزز من جاذبية المنصات الرقمية ويجذب جمهورًا أوسع.
كما أن التقنيات الحسية وتكنولوجيا النانو تسهم في تقديم تجارب حسية جديدة من خلال الأجهزة القابلة للارتداء والتقنيات القابلة للتنقل؛ مما يخلق تجارب ترفيهية أكثر واقعية وتفاعلية؛ بينما تعمل واجهات الدماغ والحاسوب على تمكين الاتصال المباشر بين الدماغ والأجهزة الخارجية؛ مما يفتح أفقًا جديدًا لتحسين التفاعل الرقمي والمساعدة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
وشَهِدَ قطاع الترفيه الرقمي في المملكة تطورًا ملحوظًا بفضل إدخال التقنيات المتقدمة مثل الجيل الخامس من الاتصالات، والتي ساهمت في رفع معدلات النمو وزيادة الاستثمارات في مجال الترفيه الرقمي. كما تسعى الشركات إلى تقديم أحدث الابتكارات لتعزيز تجربة المستخدمين، من خلال تحديثات مستمرة في تقنيات الألعاب، وتطوير منصات جديدة، وتحسين تجربة المحتوى الترفيهي عبر الإنترنت.
تلعب الشركات الناشئة والمستثمرون دورًا حاسمًا في دفع عجلة الابتكار في هذا القطاع؛ إذ تسعى الشركات الناشئة إلى تقديم حلول جديدة ومبتكرة تعزز من تجربة المستخدم، وتفتح أبوابًا جديدة للاستثمار والنمو. وبدعم من الحكومة ورؤية 2030، يمكن لهذه الشركات أن تساهم بشكل كبير في تطوير بيئة الترفيه الرقمي وزيادة جاذبيتها في المملكة.