وقايةً من الفيروسات والعدوى، يطالب الكاتب الصحفي صالح عبدالعزيز الكريّم مرضى الإنفلونزا بأن يلزموا منازلهم، ولا يأتون إلى المسجد، ولا حرج عليهم، لما في حضورهم من أذية وضرر على الناس، و" قديكون صاحبه آثماً عند الله لأنه يساعد على انتشار الفيروسات والتسبب في مرض الناس" حسب الكاتب، مقترحًا أربعة إجراءات على المصلين القيام بها فيما يتعلق بأوقات انتشار الأمراض المعدية والفيروسات.
المريض مرفوع عنه الحرج
وفي مقاله "الأنفلونزا والمساجد" بصحيفة "المدينة"، يبدأ "الكريّم" بالتأكيد على مفهوم الوقاية ورفع الحرج في الإسلام ويقول: "الجميل في ديننا وشرع ربنا ومنهاج إسلامنا أنه يقدر الأمور قدرها ويعطيها حقها ويدقق في وزنها فهو الذي يأمر بالعبادة كالصلاة والصوم ثم هو في مواضع معينة يرفع الحرج عن من لا يستطيع، هو سبحانه من يحرم أكل الميتة وهو الذي يبيح بقدر الحاجة أكلها في موضع الحاجة، وهكذا نرى أن الله سبحانه وتعالى من يوجب الشيء ثم هو سبحانه وتعالى من يسقطه ويرفع الحرج عن إتيانه، وكذلك الأمر في شؤون صحة الإنسان والمحافظة على حياته، فالمريض عمومًا مرفوع عنه الحرج أن يتكلف ويأتي للصلاة في المسجد بل أبعد من ذلك إن لم يستطع الصلاة قائمًا يسقط عنه ذلك إلى درجة الاكتفاء بالصلاة برمش العين (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)".
لا تأت إلى المسجد
ويتوجه "الكريّم" إلى الشخص المريض، قائلاً: "إن فيروسات الانفلونزا العادية المنتشرة تنفسية، أي سهلة العدوى والانتقال والانتشار خاصة أيّام الشتاء ويتوفى بسببها وفقًا للتقارير الصحية العالمية عدد كبير ممن هم ضعيفو المناعة وكبار السن، ومريض الانفلونزا إنسان حامل للفيروس مُعدٍ ومصافحته ومعانقته وقبلة الخشم بالخشم جريمة في حق الشأن العام والصحة العامة ومخالف للسنة النبوية، فحضوره -أي مريض الإنفلونزا- إلى المسجد ومكوثه فيه والتنقل للسلام على أهل المسجد فيه أذية وضرر على الناس قد يكون صاحبه آثماً عند الله لأنه يساعد على انتشار الفيروسات والتسبب في مرض الناس، وبالتالي فإنه من المؤكد أن ليس على مريض الإنفلونزا أي حرج في عدم حضوره للصلاة في المسجد أثناء مرضه وقبل المرض، أي عند ظهور أعراضه وبعد المرض بأيام حتى يتأكد أنه لا يحمل الفيروس وقضية الأجر والثواب الله سبحانه وتعالى يتولاها".
لا تصافح مريضًا
ثم يتوجه "الكريّم" إلى المصلين الأصحاء بالإجراء الثاني ويقول: "وعلى المصلين في المسجد أن لا يسلموا عليه والإعراض عنه تحقيقًا لقوله صَلى الله عليه وسلم قياسًا: (فر من المجذوم فرارك من الأسد) وهو مما يتوافق مع حديث (لا عدوى ولا طيرة) إذا فهمنا معناه وهو أن التوكل على الله والاعتقاد الجازم بأنه لا يكون شيء في أصله إلا بأمر الله سبحانه وتعالى بهدف تبيان حقيقة المسبب وهو الله سبحانه وتعالى في داخل النفس البشرية، فيكون هذا اعتقادًا وهو مما يريح النفس ويطمئن القلب ".
الحجر الصحي في الإسلام
ويعلق "الكريّم" قائلاً: "حتى يتحقق ذلك فعليك الأخذ بالأسباب وبأمر الله بأن لا تدخل إن كنت مريضًا على مصح كما قال عليه السلام في الحديث الصحيح: (لا يدخلن ممرض على مصح)، لذلك كان توجيه النبي صلى الله عليه وسلم واضحاً في التعامل مع الأمراض المعدية بضرورة الحجر الصحي، ومريض الإنفلونزا الذي يدخل على 100 مصح في المسجد مخالف للتوجيه النبوي في الصحة ومخالف للنص الشرعي".
السوائل المطهرة في المساجد
ويطالب الكاتب بالإجراء الثالث ويقول ناصحًا: "أتمنى أن تأخذ المساجد عندنا بمبدأ الوقاية من الأمراض بوضع -عند مداخل الأبواب- علبة السوائل المطهرة لتمكين الناس عند الدخول والخروج من نظافة الأيدي".
التقليل من حَب الخشم والفم
وينهي "الكريّ " ناصحًا المصلين، قائلاً: "كما أن على المصلين في المساجد التقليل من حَب الخشم والفم ومن عنده إنفولونزا البعد عنه وعدم مصافحته تحقيقًا للسنة النبوية.. حفظنا الله جميعًا بحفظه".