عندما تبذل الدولة - رعاها الله - الغالي والرخيص في سبيل توفير السلامة للمواطنين والمقيمين لتجاوز جائحة "كورونا 19" التي اجتاحت العالم كله؛ فسببت الرعب والخوف في نفوس الجميع، وأصبح المصابون بالملايين، بل إن بعض الدول وصل عدد المصابين اليومي فيها إلى أكثر من مئتي ألف مصاب، لكننا بفضل الله، ثم باهتمام حكومتنا الرشيدة تجاوزنا خطورة هذا الوباء. وقد كان للمواطن والمقيم دور كبير في تنفيذ كل التوجيهات والنصائح التي أصدرتها الجهات ذات العلاقة، وكان للحزم تأثير كبير على الجميع.. لكننا في هذه الأيام بدأ البعض منا بالتراجع للخلف؛ فلم يعد يهتم بلبس الكمامة، ولم يعد يحضر سجادة الصلاة إلى المسجد، بل إن البعض أصبح يخرق التوجيه الصحي بالتباعد أثناء الصلاة، خاصة في الصف الأول، وأصبحنا نشاهد في كل مسجد مجموعة من المصلين يضربون بالأوامر والتوجيهات عرض الحائط غير آبهين بنصائح مَن حولهم، وكأنهم يتحدون الأنظمة والقوانين، وينظرون إلى غيرهم نظرة استهتار؛ لأنهم يلبسون الكمامات. وما يدعو للاستغراب أن بعض أئمة المساجد الذين يعتبرون قدوة للمصلين لا يستخدمون الكمامات، وكأنهم يدعون إلى تركها؛ فتبعهم كثير من الشباب.
إننا أمام مشكلة تتجدد يومًا بعد يوم، فمن كورونا عادية إلى متحورة، ولا نعلم ما تخفيه الأيام القادمة؛ الأمر الذي يحتاج منا إلى أن نتكاتف جميعًا لردع المستهترين، والوقوف مع دولتنا ضد تصرفاتهم، والإبلاغ عنهم حتى ننجو جميعًا. وعلى الجهات المسؤولة زيارة أماكن التجمعات، خاصة المساجد، ومعاقبة أولئك المستهترين؛ لأنهم أَمِنوا العقوبة.. نسأل الله لهم الهداية.