"آية الكرسي" أعظم آيات القرآن التي اشتملت على 17 موضعًا لاسم الله.. عن أسرارها نتحدّث

في حلقة "سبق" الرمضانية الرابعة من "قبسات بلاغية" مع "الخريصي"
"آية الكرسي" أعظم آيات القرآن التي اشتملت على 17 موضعًا لاسم الله.. عن أسرارها نتحدّث
تم النشر في

دلّت الأحاديث النبوية على أهمية وعظم أجر من يقرأ أعظم آيات القرآن الكريم "آية الكرسي"، التي اشتملت على صفات واسم الله في مواضع كثيرة، وتُعدّ من أسباب دخول الجنة، وفي الحفظ من الشيطان عند النوم، وغيرها من المواضع التي تؤكّد أهميتها، وعن كونها من الآيات البليغة التي تستحقّ التوقف والتأمل في آياتها.

سماحة العلّامة الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله، قال عنها: قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة من الفريضة من أسباب دخول الجنة، فيستحبّ بعد الصلاة وبعد الأذكار أن يقرأ آية الكرسي بينه وبين نفسه، هذا مستحبّ؛ جاء في عدة أحاديث مجموعها ترتقي إلى الحسن، فإذا قرأها بعد كل صلاة فهذا أفضل، ويستحبّ أن يقرأها عند النوم، آية الكرسي أيضًا صحّ بها الحديث عن رسول الله ﷺ أنها من أسباب العافية من الشيطان والحفظ من الشيطان عند النوم إذا أراد أن ينام من الليل.

"سبق"، وفي الحلقة الرمضانية "الرابعة" من "قبسات بلاغية"، خصّصت الحديث عن "بلاغة الإيجاز" بآية الكرسي في سورة البقرة، وتُقدّمها مع دكتور البلاغة والنقد "زيد بن فرج الخريصي".

أسلوب الإيجاز

وقال في حديثه عن بلاغة آية الكرسي: من الأساليب الظاهرة في آي الذكر الحكيم "أسلوب الإيجاز"؛ وهو: "وضع المعاني الكثيرة في أقل عدد من الألفاظ، وافية بالغرض المقصود، مع الإبانة والإفصاح"، وهو نوعان: إيجاز الحذف: وهو ما يحذف منه كلمة، أو جملة، أو عدة جمل، مع قرينة تعيّن المحذوف؛ وإيجاز القصر هو: تضمين العبارات القصيرة معانيَ قصيرة من غير حذف.

وأتبع "دكتور البلاغة والنقد": لعل من الإيجاز الظاهر ما جاء في أعظم آية في القرآن الكريم، وهي آية الكرسي، قال الله تعالى: "ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءٖ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ".

وصف موجز

وواصل "الخريصي": هذه الآية التي يعرفها كل مسلم على وجه الخليقة، بما تضمّنته من وصف موجز، لا مطمع فيه لتقليد أو محاكاة، ويمكن أن نقول: إن البيان اتّحد بالمبين في تصوير الملِك الحقيقي الذي لا ينازع فيه بأرشق عبارة، وأدقّ وصف، وفيها ما يسمّى بالفصل في علم المعاني؛ وهو: حذف العاطف؛ للدلالة على أن كل صفة من صفات هذا الملِك العظيم مستقلّة بنفسها، في سبع جملٍ، هي:

١- الله لا إله إلا هو.

‏٢- الحي القيوم.

‏٣- لا تأخذه سنة ولا نوم.

‏٤- له ما في السموات وما في الأرض.

‏٥- من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه.

٦- يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم.

‏٧- وسع كرسيه السموات والأرض.

إيجاز الإيجاز

وختم حديثه: تضمّنت آية الكرسي إيجاز الإيجاز؛ لأنها اشتملت على سبعة عشر موضعًا فيها اسم الله تعالى، ظاهرًا في بعضها، ومستكنًّا في بعضها الآخر، ولو أردت أن أفصّل أكثر في هذه الآية العظيم لاتّسع المقام، ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org