بفضل الله، أعاد مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر، عبر فريق متخصص في جراحات العظام، القدرة على المشي لشاب في العشرين من عمره، كان قد تعرض لحادث سيارة شديد أدى إلى إصابته بكسور متفرقة في جميع أنحاء الجسم.
ذكر ذلك الدكتور سعد محمد القحطاني استشاري جراحة العظام والمتخصص في الكسور المعقدة وترميمها وجراحات الأطراف العلوية الحاصل على الزمالة الكندية رئيس الفريق الطبي المعالج.
وأضاف أن المريض وصل قسم الطوارئ بالمستشفى عبر الهلال الأحمر وهو في حالة فقدان تام للوعي.. وعلى الفور تم عمل الإسعافات الأولية، ووقف النزيف الخارجي، وإخضاعه لحزمة من التحاليل المخبرية والفحوصات بالتصوير الطبقي، وقد أوضحت النتائج وجود نزيف بالبطن وعدم استقرار في المؤشرات الحيوية وهبوطًا حادًّا في الضغط؛ فضلًا عن كسور في القدمين والفخذين والحوض، بالإضافة إلى خلع مع كسر أسفل العمود الفقري، وفقدان جزء من جلد الساق اليسرى؛ فضلًا عن وجود تسمم بالدم.
وأوضح أنه تم تحويل المريض للعناية المركزة والبدء في حل مشكلة تسمم الدم، واستدعاء فريق طبي مكون من استشاريي العمود الفقري والعظام والأوعية الدموية وجراحي التجميل والباطنة والعناية المركزة والتخدير.. وبعد دراسة كل النتائج والوضع الصحي للمريض، تم وضع خطة علاجية تقتضي التدخل الجراحي على مراحل؛ موضحًا أن أول عمليتين تم فيهما وقف نزيف البطن وتثبيت عظام الحوض.
وأضاف أنه تَبِعَ ذلك إجراء 6 عمليات جراحية اثنان منها لجراحات التجميل وزراعة الجلد؛ وذلك لتعويض المفقود بالساق اليسرى، و4 عمليات أخرى لإصلاح الكسور اتسمت بالدقة والتعقيد نظرًا لتقاربها مع بعضها وكثرتها، وخاصة كسور العمود الفقري الذي تم ترميمه وإعادة ربطه بعظام الحوض باستخدام أجهزة الملاحة العصبية المتطورة؛ مفيدًا بأن المريض نُوّم بالعناية المركزة لمدة شهر، مع إلزامه ببرنامج علاج طبيعي تأهيلي.
وفي الختام قال د.القحطاني إن جهود الفريق الطبي على مدار أشهر، تكللت بالنجاح التام ولله الحمد، وقد استطاع المريض المشي بعد أن كان مُقعدًا تمامًا، وأصبح بإمكانه ممارسة حياته الطبيعية.