فُجع الشارع الرياضي في المملكة بصدمة رحيل لاعب الهلال السابق يوسف السالم، اللاعب الحالي لفريق الجبيل، الذي لعب سابقًا لأندية القادسية ثم الهلال والشباب والاتفاق، وكذلك تمثيل المنتخب السعودي.
وتوفي "السالم" إثر معاناته مع مرض مفاجئ أصابه بينما كان في طريقه لأداء التدريبات مع فريقه الجبيل، وهو أحد فرق دوري الدرجة الثالثة؛ حيث شعر بإعياء شديد وسارع للتحدث مع أحد أصدقائه لنقله للمستشفى، وبعدها تعرض لإغماء ونُقل من مستشفى الجبيل إلى الدمام بمتابعة وزارة الرياضة وإدارة نادي الهلال، والتي بادرت بعرض المساعدة لعلاج اللاعب.
وكانت الحالة الصحية لـ"السالم" محلّ تساؤلات في الفترة الماضية، بسبب حالة الغموض التي أحيطت به، وعدم الكشف عن تفاصيل مرضه، وإدخاله إلى العناية المركزة، في حين طالب الإعلامي وليد الفراج وزير الرياضة بالتدخل ومساعدة اللاعب، كاشفًا عن أن عائلة اللاعب وزملاءه ناشدوا الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بضرورة نقل الراحل إلى مستشفى متخصص بسبب حالته الحرجة التي تتطلب مستشفى أفضل.
وُلد يوسف السالم في حي الشعلة في مدينة الخبر عام 1985، وهناك بدأ ممارسة لعبة كرة القدم؛ حيث التحق بأكاديمية القادسية، إلا أن أشقاءه الأربعة عارضوا تلك الخطوة، وطالبوه بضرورة إكماله تعليمه الأساسي وهو ما فعله لاحقًا، خاصة أنه كان يحظى بدعم من والديه.
وبدأ السالم مسيرته في نادي القادسية، ثم انتقل للهلال وبعده للشباب، كما لعب للاتفاق وعدد من الأندية آخرها الجبيل، ويعد من المهاجمين البارزين في دوري المحترفين، ولعب في عدد من المنتخبات السعودية في الفئات السنية خصوصًا.
واللاعب الراحل يوسف السالم متزوج، وهو أب لفتاة تُدعى "رال" ولدت عام 2015.
ويرتبط اسم يوسف السالم بأزمة مع إيران، أثارت جدلًا واسعًا وسخرية قبل سنوات، وكان السبب في ذلك هو طريقة احتفال اللاعب بالأهداف التي يسجّلها؛ حيث اعتاد على كشف قميصه الداخلي الذي يحمل عبارة الـ"F16"، وهي طائرة مقاتلة نفاثة تعتمد عليها القوات الجوية الأمريكية؛ ما أثار حفيظة الإيرانيين، عندما سجل في فبراير 2012 هدفًا في مرمى فريق الاستقلال ورفع قميصه الشهير أمام 60 ألف متفرج إيراني؛ ما دعا البرلماني علي رضا دهقاني أن يعتبر ذلك استفزازًا ونوعًا من التهديد بصفة غير مباشرة، وهي تصريحات خلّفت سخرية في أوساط الجماهير الرياضية، بسبب افتقادها للحكمة.
وفي عام 2020 أدلى السالم بمجموعة من التصريحات الصحفية كشفت عن بعض الأسرار عن حياته؛ إذ أوضح أن انضمامه لفريق الجبيل جاء تقديرًا لخالد الخاطر رئيس النادي، والذي طلب منه التوقيع للاستفادة من خدماته، لافتًا إلى أنه قدّم مستويات مميزة واستعاد حساسيته التهديفية.
أمّا فيما يخص فريق الهلال فقال رحمه الله: "كانت هناك مفاوضات مع الاتفاق لتجديد عقدي، ولكن لم نصل إلى اتفاق، ثم كان الخيار الآخر هو الهلال من واقع جدية المفاوضين، كما أن الأزرق أمنية كل لاعب، فهو صاحب الألقاب والإنجازات"، وأضاف: "لم أندم على انتقالي إلى فريق الهلال، حقّقت البطولات وزاملت نجومًا كبارًا، وتدربت على أيدي مدربين قدموا لي الكثير، التجربة كانت رائعة مفيدة جدًّا".
أمّا المفاجأة التي فجّرها "السالم" آنذاك، فكانت حينما قال: "للأمانة لو عاد بي الزمن لن ألعب كرة القدم نهائيًّا"، إلا أنه عاد وعبّر عن رضاه عما قدمه لكرة القدم وما قدمت له في مسيرته؛ حيث حقق مكاسب مالية وشهرة، وساهم في تحسن الوضع المادي لأسرته من خلال الاحتراف، كما نال الاحترام والتقدير بعد أن صبر طويلًا في بداية حياته الكروية، وخصوصًا السير على الأقدام وفي مختلف الظروف، والتعرض لمخاطر كثيرة في سبيل الوصول إلى نادي القادسية لأداء التدريبات ومن ثم العودة؛ حيث كان يمثل ذلك قلقًا لوالدته التي أبهجتها لاحقًا نجوميته بعد أن احترف اللعبة.
وفي حوار صحفي آخر كشف "السالم" عن أمنيته التي ربما لم يتمكّن من تحقيقها بالشكل اللائق بسبب وفاته في سنّ مبكّرة؛ حيث أكّد سابقًا رغبته الجادة في التوجه إلى مجال التدريب، مشيرًا إلى أنه بدأ الخطوات الفعلية لتحقيق هذا الحلم.
ووقتها قال الراحل: إن التجارب الاحترافية التي خاضها مع الفرق المختلفة حقّقت له الكثير مما يطمح له كلاعب سابق في خط الهجوم وصل من خلالها إلى المنتخب السعودي الأول في التصفيات المؤهلة للمونديال قبل الماضي في ظل وجود نجوم كبار في نفس تلك الفترة.