أكد المذيع عبدالله المديفر مقدم برنامج "الليوان" في ردّه على أسئلة الجمهور؛ أن "الفكرة الأساسية التي يقوم عليها الليوان هي التنوع والتعدد، الليوان هو مجلس السعوديين داخل المنزل .. يطلّ على كل الغرف .. ونتحدث فيه بأريحية وصراحة، لذلك تجدنا تنوعنا بين السياسة والفكر والاقتصاد والأدب والشعر والطب والتاريخ والإعلام والعمارة والاحتياجات الخاصة والعمل الخيري، وغيرها"، مقدمًا شكره للمشاهدين قائلًا: لم أتخيل يومًا أن تصل البرامج الحوارية الجادة إلى منافسة الدراما في زحمة مسلسلات رمضان، وجدنا لأنفسنا مكانًا لأنكم آمنتم بالمواد الجادة".
وأضاف: "أنا لا أمرر أفكاري الخاصة عن طريق ضيوفي.. أنا أضع قناعاتي الخاصة عند باب الأستوديو ثم أدخل"، متابعًا: "المحاور المحترف لا يحسم الأجوبة في البرنامج، المحاور المحترف من يفتح النقاش في الأستوديو، ويستكمله الناس في مجالسهم وديوانياتهم واستراحاتهم وتجمعاتهم الإلكترونية، الحوار المثري هو الذي يدفعنا لنقرأ مادة أو نرجع لمحاضرة أو نستشير خبيرًا أو نتناقش مع صديق.. الحوارات الناجحة هي التي تتحول لنقاشات مجتمعية تدفعنا للبحث والتطوير".
وأردف: حتى أكون صريحًا أكثر .. سأجيب على هذا السؤال: ما هو توجه عبدالله المديفر؟ توجهي بوضوح هو المهنية، مشروعي هو بناء وتعزيز مدرسة إعلامية سعودية تقوم على ركنين: اللغة الراقية .. المهنية المحترفة، أنا لا أنتمي للمدرسة الشعبوية، ولا أنتمي للمدرسة التطبيلية".
وقال: "يوجد في الإعلام مدرستان: مدرسة الإعلام الموجّه، ومدرسة الإعلام الحر؛ الإعلام الموجه يحاول تبني أيديولوجيا معينة أو فكرة معينة، وأنا حقيقة لا أميل مع هذه المدرسة، وأميل إلى الإعلام الحر".
وحول حرية الإعلام يقول المديفر: "بصراحة سقف حرية الإعلام من قديم يرتفع وينخفض، يرتفع وينخفض، وهناك من يبحث عن المناطق الآمنة داخل هذا السقف.. لكنني أبحث دائمًا عن أعلى مجال في هذا السقف، وكلما حزنا بمجال سنبحث عن مجال أرحب وأعلى، وأنا انطقيت على راسي كثير بسبب هذا السقف وما زلت انطق .. معركتنا مع حرية الإعلام هي قدرنا".
وحول الانحياز في البرنامج يقول: "أنا أنحاز إلى أسئلة الناس ولا أنحاز إلى عواطفهم .. هذه هي المهنية التي تعلمت .. أنا أبحث عن الأسئلة التي تدور في رأسك بعيدًا عن العاطفة التي تحملها للضيف".
وأضاف: "في الليوان قد تجد الفكرة وضدها، نحن لا نتبنى الأفكار، نحن نكشف ونعري الأفكار ونترك الحكم لكم، نحن لسنا ضد الفكرة الجيدة ولسنا مع الفكرة السيئة"، موضحًا: "مثلاً الأستاذ علي الهويريني طرح في الليوان فكرة حول تاريخ الأندلس، في الليوان نفسه تم الرد عليه من الدكتور محمد العويضي ومن الدكتور نجيب الزامل، في النهاية نحن لا نتبنى الأفكار ..نحن نكشف ونعري الأفكار ونترك الحكم لكم".
وقال المديفر خلال الحلقة الخاصة: "نحن لا نريد تلميع الضيوف ولا نريد إسقاطهم، نحن فقط نحاول أن نظهرهم لكم".
وحول حلقات المراجعات الفكرية في البرنامج يقول: "من قديم ونحن نحاول فتح ملفات المراجعات الفكرية .. من حلقة جهيمان مع ناصر الحزيمي، إلى حلقة علي الفقعسي وعادل اللباد وغيرهم .. نحن نؤمن بأن السعودية بلد كبير وهناك تجارب فكرية كثيرة تأثر بها الناس وتفاعلوا معها في العقود الأخيرة، ونحن نحاول قراءة التجارب من زوايا مغايرة وبطرق مختلفة".
وفي موضوع التطرف قال: نحن نعلم أن هذا البلد هو بلد الاعتدال، والناس في سوادهم الأعظم معتدلون والمتطرفون هم القلة، ونحن جميعًا نحارب الإرهاب والتطرف، حاولنا أن نسلط الضوء على التطرف، وعندما تسلط الضوء على التطرف هذا لا يعني أنك تروج للتطرف أو تدعو له".
وأضاف: "التطرف ليس تطرفًا واحدًا باتجاه واحد؛ هناك تطرف في أقصى اليمين، هناك تطرف في أقصى اليسار، هناك تطرف يدعو للإرهاب والغلو باسم الدين .. وهناك تطرف يدعو للانحلال والتفسخ".
وقال: "هذا الوطن العظيم قام على الشريعة وعلى خدمة الحرمين الشريفين بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله".
وأجاب المديفر حول الرسائل الكثيرة التي تتحدث عن الإثارة، وقال: "الإثارة إذا كانت هي بضاعتك فمنتجك هزيل، الإثارة وسيلة للتسويق وليست غاية للمحتوى، صحيح الإثارة جزء من الصناعة الإعلامية والمنتج قد يصيبه الكساد بدونها، لكن الرهان دائمًا يجب أن يكون للمحتوى الثقيل".
وحول نقد البرنامج يقول: "أنا ممتنّ كثيرًا للنقد الذي وصلني منكم .. سعيد بالملاحظات، سعيد بالانتقادات؛ لأني مؤمن بأن الليوان هو مشروع مجتمعي وليس مشروعًا شخصيًّا، سعيد بالنقد لأني مؤمن بأن المشاهد هو شريك وأنا أتعامل مع المشاهد كشريك وليس كمتلقٍّ، سعيد بالنقد لأني مؤمن بأن النقد هو جزء مهم من عملية التطوير".
وختم المديفر حديثه خلال اللقاء المباشر الأخير من برنامجه الرمضاني "الليوان": "هذا برنامج الناس، هذا ليوان السعوديين، وهذا الكرسي ليس كرسي عبدالله المديفر هذا الكرسي حق الناس، وأنا سفيرهم هنا".