الحماقة أعيت مَنْ يداويها

الحماقة أعيت مَنْ يداويها
تم النشر في
قال الشاعر:
(لكل داءٍ دواءٌ يُستَطَبُّ به ***** إلا الحماقة أعيتْ من يداويها)
ومن الحماقة أن تقاتل من لا قِبل لك بمقاتلته. وحين نعرف أن بعض الحمقى في اليمن يستمدون غيَّهم من حمقى طهران، ومزمارهم في لبنان، لا نستغرب كيف جنوا على أنفسهم وعلى بلادهم.
 
(ومن يكن الغرابُ له دليلاً ****** يمر به على جيف الكلابِ)
وليت شعري، هل حسب الحوثيون والمضطرب علي صالح حساباتهم قبل أن يقدموا على ما أقدموا عليه من حماقات، وتصرفات رعناء، أم أنهم غرهم ما رأوه من حلم السعودية؛ فتطاولوا على الأسد حتى وقعوا تحت براثنه؟
إننا نعلم أن الحروب لم تكن يوماً نزهة يخرج إليها المحاربون، بل كان الرسول الكريم ينهى أصحابه عن تمنّي لقاء العدو؛ إذ روى عبدالله بن أبي أوفى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا" ولكن..
(إذا لم يكنْ إلا الأسنّة مركباً ******* فما حيلة المضطرّ إلا ركوبها)
فحدود الوطن ودماء المواطنين دونهما الأهوال والخطر.
 
ولقد عمدت السعودية إلى إنشاء مقر للإغاثة الإنسانية، يكون مقره مدينة الرياض، ودعت إلى تضميد جراح الإخوة اليمنيين والمساعدة في إغاثتهم، ودعوة الأطراف كافة للحوار، وإنقاذ الشعب اليمني الشقيق، فكان ردّ الحوثيين على حسن صنيعنا أن أرسلوا عشرات القذائف من مدافع الهاون وصواريخ الكاتيوشا التي طالت المدنيين في مدينة نجران؛ فكان تصرفا يُظهر أنه لا إرادة لهم إلا تنفيذ ما يمليه عليهم سادتهم في إيران، التي أوقدت نار الحرب بين أهل اليمن، وارتفع لهيبها فطار الحوثيون يتراقصون حولها، ثم احترقوا بضرامها، وبدأ شررهم يتطاير نحو الحد الجنوبي؛ فجاء الرد السعودي سريعاً؛ إذ أمطرت طائرات عاصفة الحزم وراجمات الصواريخ السعودية ومدافع الميدان مواقع المعتدين بالقرب من الحدّ الجنوبي ومراكزهم بمدينة صعدة ومران وحجة بحمم الموت.
 
وحين قام خادم الحرمين الملك سلمان بالتبرع بخمسمائة وأربعين مليون دولار لدعم الجهود الإغاثية لشعب اليمن، وإقرار الهدنة الإنسانية هناك، نجد أن إيران وأذنابها باليمن يحاولون خرق هذه الهدنة، والسير باليمن نحو المزيد من الدمار والهلاك إمعاناً في الحماقة، واستهتاراً بمصير الشعب اليمني الشقيق.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org