استمرت المملكة منذ تفجر الأزمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في السابع من أكتوبر الجاري، في المطالبة بضرورة وقف التصعيد والقتل وإطلاق سراح الرهائن، والالتزام بما تقتضيه المواثيق والقوانين الدولية، وركزت المملكة جهودها على تحقيق ما طالبت به من خلال اتصالات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع عدد من رؤساء الدول، وخلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض، والاجتماعات الدولية التي شاركت فيها.
وامتداداً لموقفها الرافض لتصعيد الأزمة والمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار، أدانت المملكة اليوم (السبت) الاجتياح البري المكثف، الذي تنفذه إسرائيل في قطاع غزة منذ مساء أمس، مشددة على رفضها له؛ لما سيترتب عليه من خسائر بشرية ومادية كبيرة في أوساط المدنيين الفلسطينيين، الذين أصبحوا بلا مأوى بعد أن دمرت إسرائيل بيوتهم، وأجبرتهم على مغادرة مناطقهم السكنية، ويعانون من عدم توفر متطلباتهم الإنسانية الأساسية.
ولا يهدد الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة بإزهاق أرواح آلاف المدنيين الأبرياء فقط، كما حذرت المملكة، وإنما يهدد أيضاً استقرار المنطقة والسلم والأمن الإقليمي والدولي، وقد ظهرت بوادر هذا التهديد في قصف مليشيات عسكرية في عدد من دول المنطقة لقواعد عسكرية تتمركز فيها قوات أميركية في العراق وسوريا، بالإضافة إلى استهداف إسرائيل مباشرة؛ مما ينذر بتوسيع نطاق الحرب وتمددها إقليمياً.
وترى المملكة في اجتياح إسرائيل لقطاع غزة، تطوراً خطيراً سيكون له تبعات جسيمة وواسعة على المنطقة والعالم، لذلك تسعى إلى بلورة موقف دولي مسؤول وعاجل لوقف الحرب، ومنع إسرائيل من الاستمرار في تدمير البنى التحتية والمصالح الحيوية للفلسطينيين في غزة، وفي هذا الإطار جددت دعوتها إلى المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته للوقف الفوري للاجتياح البري، ووقف الحرب وفقاً للقرار الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس.